وكأنما هذا الشعب موعود مع الصدمات، ما إن يفيق من إحداها حتى يقع في أخرى أشد وطأة من سابقتها! فبالأمس فرح البحرينيون لبادرة الوحدة ووأد الفتنة التي جمع عليها خطباء الجمعة من الطائفتين، لتنهي/ تخمد (ولو مؤقتا) فتيل فتنة كادت أن تضيع الجميع في سواد لياليها الحالكة لولا ستر الله ويقظة القيادة والعلماء والشعب عموما.
لكأنما الفتنة حرباء متعددة الألوان والأشكال، وهي اليوم تحاول تأجيجنا على بعضنا بعضا بقرص حلمنا بالعيش الكريم... فأهالي مدينة حمد (مثلا) وتحديدا من خانه الحظ في بيوت اللوزي، كانوا يرون في المدينة الشمالية وخصوصا مع ما صاحب المشروع من بهرجة إعلامية روجت لها التصريحات الرنانة بحجم المشروع وما يتوافر فيه من خدمات... الأمل الوحيد لهم للخروج من أزمتهم السكنية، ولكنهم عوضا عن ذلك فهموا أن أمر السماح لهم ببناء الشقق فوق بيوت أهاليهم ما هو إلا كقول «مشوا بوزكم من بيوت الشمالية، وعلشانكم بنسمح لكم بشقق تبنونها على حسابكم، وإلا انتظروا وستأتيكم الأخبار اللي تبط جبدكم»!
وللتذكير، أن المحافظة الشمالية تضم غالبية سكان البحرين، عوضا عن الوافدين والعمالة الآسيوية التي فاق عددها ما يستوعبه العقل والنظر (سوق واقف خير شاهد)، بحيث يراد لهم مدينة بأكملها لتستوعبهم... وبعد تقلص مساحة المدينة الموعودة إلى النصف (إلى حد كتابة هذا المقال) هل من بادرة (صادقة) وتصريح (نهائي) يجدد الأمل؟
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ