«ماما... ماما أريد حفلة عيد ميلاد مثل صديقي وأريد مهرجانا ومسابقات وألعابا توزع على أصدقائي»، لا أعتقد بأن الأطفال الذين ينادون بهذه العبارة سيحصلون على حفلة عيد ميلاد، إذ إن نصيبهم سيكون عبارة عن قطعة كعكة صغيرة عليها شمعة واحدة والسبب ارتفاع تكاليف هذه المناسبة، ما يؤدي إلى انخراطهم في نوبات بكاء متواصلة.
وبالطبع لم يكن من المتوقع أن ترتفع تكاليف حفلات أعياد الميلاد وخصوصا أن هذه الحفلات عادة ما تكون بسيطة وخصوصا أن عدد الضيوف يكون قليلا، إذ إن الحفل لا يتجاوز 40 ضيف وغالبيتهم يكونون أطفالا لا يعرفون معنى «ارتفاع الأسعار» وبدأ ارتفاع تكاليف هذه الحفلات التي يحتفل بها الوالدان مع طفلهم بصورة بسيطة من ارتفاع سعر المطاعم التي تقدم عروضا بشأن حفلات أعياد الميلاد، إذ إن المبلغ ارتفع عما هو معتاد فبعد أن كان بـ70 دينارا في بعض المطاعم وكان يشمل جميع التجهيزات من وجبة الطعام إلى الضيوف وتزيين المحل والمهرج وغيرها من الشخصيات المحببة إلى الأطفال وصلت إلى 100 دينار وتتجاوز بعض المحلات هذا المبلغ، وذلك بسبب ارتفاع سعر الأطعمة نفسها من جهة وبسبب ارتفاع أجر العاملين من جهة أخرى، ما أثر على سعر حفلة عيد الميلاد. ولم يقتصر ارتفاع السعر على هذه المحلات فسعر كعكة الميلاد ارتفع، إذ رفعت بعض المخابز وليس جميعها سعر الكعكة، وما كان يباع بخمسة دنانير أصبح الآن يباع بخمسة دنانير ونصف الدينار أي ان هناك زيادة 500 فلس وذلك بالطبع يختلف من مكان إلى آخر وفي حال طلب أكثر من كيلوغرامين ونصف فإن السعر أيضا يختلف.
أما باقي مستلزمات عيد الميلاد فارتفع سعرها أيضا وعلى سبيل المثال فإن الشمعة التي كانت لا تكلف سوى 50 فلسا أصبحت الآن بـ150 فلسا وبالنسبة إلى باقي الألعاب التي تصدر أصواتا فارتفع سعرها حديثا، ما جعل أولياء الأمور يعزفون عن شراء هذه الألعاب في حفلات أعياد ميلاد أبنائهم.
ومع ارتفاع الأسعار لجأ المواطنون إلى عدم عمل هذه الحفلات والاقتصار على حفل منزلي لأطفالهم من خلال صنع كعك منزلي وعدم استضافة أحد وبدأ العديد من المواطنين يتجنبون هذه الحفلات، معتبرين أنها مكلفة بصورة كبيرة وخصوصا أن الهدايا أصبحت تكلف الضيوف الكثير.
ففي السابق كانت الهدية لا تكلف سوى خمسة دنانير إلا أنها الآن أصبحت تكلف ما يقرب من 10 دنانير وهذا في حال كانت اللعبة ذات جودة متوسطة، إذ إن غالبية ألعاب الأطفال ارتفع سعرها إلى أكثر من 15 دينارا.
لذلك فإنه مع ارتفاع الأسعار أعلن أولياء الأمور إلى أطفالهم أن عليهم نسيان حفلة عيد الميلاد وأن عليهم الاكتفاء بحفلة بسيطة تضم الوالدين والإخوان فقط ووسطهم كعكة صغيرة الحجم عليها شمعة واحدة فقط ولن تتغير هذه الشمعة مهما كبر الطفل، بل وكتب على الشمعة «شمعة ارتفاع الأسعار».
العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ
مالكم
مالكم داعي اعياد الميلاد حرام