تُعقد غدا (الأحد) في مدينة جدة السعودية قمة طارئة لتبادل الآراء بشأن مسببات ارتفاع أسعار خام النفط بين المصدرين والمستوردين الرئيسيين، وسيحضر اللقاء مجموعة متعددة من الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات الطاقة ووزراء النفط من مختلف بقاع الأرض.
فمع وصول سعر برميل النفط إلى مستوى 140 دولارا في بورصات الطاقة وتوقع المضاربين والمحللين الماليين لكبرى المؤسسات المالية ارتفاع سعر النفط إلى مستويات قياسية جديدة، هناك تخوف من قبل القيادات السياسية والاقتصادية في الغرب والشرق من استمرار الاتجاه التصاعدي لفاتورة المحروقات، وبالتالي توقع حصول تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي.
التنبؤ بسعر برميل النفط ليس بالعملية اليسيرة، فمن كان سيصدق أن سعر برميل النفط سيتجاوز 100 دولار قبل عدة أعوام؟! في الحقيقة، معظم محللي قطاع الطاقة في البنوك الغربية توقعوا استمرار نطاق 30-40 دولارا.
بالنسبة لدول الشرق الأوسط ومن بينها البحرين، فإن توقع نطاق ثابت لسعر النفط سيساهم في وضع خطط أفضل لمصروفات حكومية تتجاوز مئات المليارات من البترودولار في خطط التنمية.
في الربع الأول من العام 2005 تنبأ محلل أميركي لأسواق الطاقة يدعى ارجون مورتي ويعمل لمؤسسة “جولدمان ساش” الاقتصادية المعروفة بأن سعر برميل النفط سيصل قريبا إلى 100 دولار. في تلك الفترة كان سعر برميل النفط حوالي 40 دولارا، وبالتالي تعرض هذا المحلل المالي للكثير من النقد والاستهجان، ولكن مع تجاوز سعر برميل النفط لمستوى 100 دولار في بداية العام الجاري أصبح العالم يستمع باحترام إلى حجج هذا المحلل الهندي الأصل وتوقعاته المستقبلية. ويقال إن المضاربين في أسواق الطاقة استخدموا نظريته في رفع سعر برميل النفط.
نظرية المحلل تتوقع بأن يلامس سعر برميل النفط 200 دولار خلال 6-24 شهرا، ومن ثم سيبقى السعر محافظا على قيمة أعلى من 100 دولار حتى العام 2011.
مسببات نظرية “Super Spike” للمحلل هو التوترات الجيو - سياسية لبعض الدول المصدرة وتقلص عرض الخام المصاحب لقوة الطلب.
بعد وصول سعر الخام إلى 200 دولار يتوقع المحلل انخفاض سعر البرميل إلى مستوى أقل من 75 دولارا على مدى 20 سنة مقبلة بسبب انخفاض الطلب من قبل المستهلكين.
إذا صحت هذه النظرية فحكومات دول مجلس التعاون الخليجي ستحصل على كميات ضخمة من السيولة المالية ولفترة زمنية تقدر بأقل تقدير عقدين من الزمان. الأموال المحصلة ستكون أكثر والفترة الزمنية ستكون أطول من فترة ارتفاع سعر النفط في بداية الثمانينيات، فهل هذه الدول مستعدة لهذا التحدي في سباق التنمية؟ وهل توجد خطط لتوظيف هذه الأموال في مشاريع تعالج الاحتياجات الهيكلية لمواطنيها من سكن مناسب وعلاج صحي شامل وتعليم مدرسي وجامعي راق وبنية تحتية متميزة؟
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2115 - الجمعة 20 يونيو 2008م الموافق 15 جمادى الآخرة 1429هـ