لا أعتقد في يقيني المتواضع على الأقل بأنّ ما نعيشه نحن بنو البشرعامة، والبحرينيون خصوصا هو شيء طبيعي على الألاقل من ناحية المشاكل والأزمات منها المحبوكة الموضوعة السيناريو والتخطيط سلفا ومنها الطارئة.

فلا يكاد ينتهي بنا يوم أو تكاد الساعة تنتهي من آخر لفة مُعلنة انتهاء الأربع والعشرين ساعة وإلا ترى أزمة بمعنى الكلمة وقد وصلت إلى السطح من غير سابق انذار حتى، ومن غير أن تشم لها رائحة أو تتوقع حدوثها من جرّاء حركة هنا ورائحة هناك! وكأننا أناس تعوّدت الازمات أن تأتينا إلى درجة أنها صارت تدخل من غير إحم ولا دستور.

لا والأدهى أن هذه الازمات تبدأ... بل وتبدأ بقوّة ولا تنتهي... وهي تظل مُعلقة حتى ننشغل في أزمة ومصيبة أخرى.

فاللجان الشعبية مثلا تتكون عادة بنية أنْ تكون مؤقتة حتى تُحل مشكلتهم، ولكن ما نراه هنا شيء مختلف تماما... وترى اللجان تتكون حتى تخالها شركات قائمة بل ترى أعضاءها في لجنة إسكان هنا وعاطلين هناك وأراضٍ منهوبة هنا ومسروقة هناك ومُعتصم في مطالبة رفع أجور في عمله وتراه مرة أخرى في فعالية شعبية أخرى وكأنه موظف... وهو في حقيقة الأمر متضرر بتاع كلّه.

أخوة لنا يقولون لنا إننا نعيش المظلومية الوهمية، وما أنْ تجلس معه وتحاوره لتراه مسكين تعاطف معك ولربما عنده الاستعداد بأنْ ينظم بصفته متعاطفا مع اللجان السالفة الذكر إن لم تكن كلها فأغلبها!

وآخرون يحاولون أن يقلبوا المظلومية فتراهم يبحثون عن ثغرات من نفس جنس هذه المظلوميات ويحصلون عليها ولكنها أوهن بكثير مما تتوقع!

فهل قدرنا نحن(البحرينيين) أنْ نواجه كلّ هذه الأزمات المختلفة شكلا ومضمونا، وهل مشكلتنا فقط أننا أناس ولدتنا أمهاتنا أحرارا ونرفض أن نتحوّل الى عبيد والله ما أدري!