ماذا يريد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالضبط... في كل مرة يخرج للملأ بتقليعة سياسية أو عسكرية غامضة. فقد أعلن أخيرا نيته تأسيس «اتحاد المتوسط» الذي ستطرح فيه يوم 13 يوليو / تموز المقبل أربعة اقتراحات للتعاون بين الدول المطلة على البحر المتوسط، وهي خفض التلوث في البحر وتشجيع استخدام الطاقة الشمسية والتخطيط لعمليات مشتركة لحماية المدنية وخطة مشتركة للمياه. كل هذه الاقتراحات معقولة، ولكن هناك شكوك عربية يجب أن تؤخذ في الاعتبار تتلخص في المخاوف من التطبيع مع «إسرائيل» من دون مقابل، خصوصا أن انطلاق هذا الكيان يتزامن مع إعلان أوروبا رفع مستوى العلاقات مع الدولة العبرية.
ولم يتأخر تأكيد الشكوك العربية كثيرا فقد كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلثاء الماضي أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي سيحضر قمة المتوسط سيجلس إلى طاولة واحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
لم يكتف ساركوزي بهذا بل أعلن أيضا عن استراتيجية دفاعية جديدة تقوم على مكافحة «الخطر الإرهابي» والعودة إلى القيادة العسكرية للناتو وذلك بعد 43 عاما على قرار شارل ديغول إخراج فرنسا من قيادة هذا الحلف خوفا منه على استقلاليتها إزاء الأميركيين. وكأن «نابليون زمانه» يريد أن يثبت عودة باريس لأحضان واشنطن بقوة وأنها ستبقى كذلك وفية لمبادئ المحافظين الجدد، و خصوصا إذا ما انتخب المرشح الجمهوري شبيه بوش، جون ماكين
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2114 - الخميس 19 يونيو 2008م الموافق 14 جمادى الآخرة 1429هـ