العدد 2114 - الخميس 19 يونيو 2008م الموافق 14 جمادى الآخرة 1429هـ

رغم أنف الجميع...

عرض برنامج «ضد التيار» للإعلامية وفاء الكيلاني بقناة روتانا حلقة أقل ما يمكن أن توصف بالمتعدية على الخطوط الحمراء عن الشواذ جنسيا من كلا الجنسين، استضافت فيها شاذين من الجنسين لا يختلف على شكلهما اثنان.

للوهلة الأولى تبدو الفكرة جريئة ولاسيما أن الكثير من الإعلاميين سبق أن كتبوا تقارير عن هذا الموضوع، بيد أنه لا أحد عمد إلى استضافة شاذين جنسيا على الهواء مباشرة ودون إخفاء وجهيهما وتحدثا بكل جرأة وبلا حياء، ولعل الاثنين وصلا إلى ما يصبوان إليه وأوصلا «مسج» للجميع بأنهما فردان في هذا المجتمع رغم أنف الجميع.

وأسهمت الكيلاني بأسئلتها «المخزية والغبية» في تدعيم هذا التوجه، ووقعت في شركهما، لتنقلب الطاولة عليها من جمهور ساخط فتحت له خطا ساخنا للتفاعل مع القضية من جهة، وأثارت استياء ضيوفها من الباحثين النفسيين والأطباء من جهة أخرى الذين استغربوا طبيعة أسئلتها.

جلّ أسئلة الكيلاني نمّت عن رغبة في تحقيق الإثارة على حساب الفكرة، وأكثر الأسئلة التي استوقفتني كما استوقفت الجمهور عن طبيعة العلاقة الجنسية بين الشاذين، إذ عمدت الكيلاني إلى طرح سؤال على اختصاصية نفسية استضافتها على الهواء في الحلقة عن مدى صحة الممارسة الجنسية بين الشاذين جنسيا وما إذ كانت ممارساتهم طبيعية، فما كان من الطبيبة سوى الثورة على الإعلامية الكيلاني بعبارة «أنت تتحدثين عن أشخاص غير أسوياء، شاذين باختصار، فكيف تسألين عن طبيعية في علاقاتهم، فإن كانت أشكالهم ولباسهم وحديثهم ومشيتهم وتصرفاتهم ووجودهم في المجتمع شاذة فكيف ستكون بديهيا علاقاتهم الحميمة!»، الأمر الذي أشعل خدي الكيلاني احمرارا.

المتابع للحلقة يصيبه العجب في وقت قلبت فيه الموازين، فبات غير السوي شيئا طبيعيا والطبيعي لا يثير الاهتمام. ولعل الكيلاني أغفلت كإعلامية أن الإثارة على حساب المبدأ قد تكون أول خطوات السقوط للهاوية

العدد 2114 - الخميس 19 يونيو 2008م الموافق 14 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً