يطرح ازدياد معدل استعانة مخرجي هوليوود بالمواهب العربية الشابة في الآونة الأخيرة في أفلامهم عدّة تساؤلات في الأوساط الفنية العربية منها هل هذه الاستعانة عن اقتناع بوجود مواهب فنية حقيقية في الشرق؟ أم أنّ وجود الشخصية العربية في الأفلام الأميركية هي ما جعلتهم يستعينون بالفنانين العرب لتجسيدها؟

يؤكّد مهتمون بالسينما أنّ تاريخ مشاركة الممثلين العرب في السينما الأميركية كان ضئيلا جدا مشيرين إلي أنّ أول ممثل عربي يمثل في هوليوود هو اللبناني الأصل محمد لاقطين وكان قد هاجر إلى أميركا ودخل عالم التمثيل تحت اسم «فرانك لاكتين» وقدم أوّل أفلامه العام 1961 تحت عنوان «الخط الأصفر» وهو فيلم صامت موضحين أنّ أعماله تتابعت وتعددت بعد ذلك حتى وصلت 191 فيلما حتى توفي العام 1986 عن عمر يناهز الـ 70 عاما وأضافوا أنّ الممثل السوري الحاصل علي الجنسية الأميركية «ميشيل عصره» واللبناني جورج نادر جاءا بعده حيث شاركا في العديد من الأفلام الأميركية في بداية القرن الماضي.

وأشاروا إلى مشاركة الفنان عُمر الشريف عام 1962 في فيلم «لورانس العرب» مؤكّدين أنّ الحظ بجانب موهبته المؤهلان لانطلاقته نحو العالمية حيث كان المخرج يبحث عن ممثل مصري يجيد عدّة لغات وتقدم هو ورشدي أباظة ليقع الاختيار عليه.

وأضافوا أنّ انطلاقة عُمر الشريف في السينما العالمية كانت بخطى واسعة وحقق نجاحات كبيرة منها فيلمه «دكتور زيفاجو» و»المحارب الـ 31» والفيلم الفرنسي «مسيو إبراهيم»·

وأكدوا أنه بعد مرور أكثر من نصف قرن علي اقتحام عمر الشريف لعالم السينما الأميركية تعود هوليوود من جديد للبحث عن المواهب العربية مرة أخري مشيرين لاختيار المخرج الأمريكي «رايدلي سكوت» للممثل السوري «غسان مسعود»؛ ليجسد شخصية صلاح الدين الأيوبي في فيلم «مملكة الجنة» مثلما وقع اختياره علي الممثل المصري خالد النبوي والسوري الكسندر صديق ليجسدا شخصيتين من قادة صلاح الدين في الفيلم نفسه.

وأرجعوا أهمية الفيلم إلي أنه أوّل من يقدم صلاح الدين في أميركا كرجل مسلم محارب يدافع بشرف عن أراضي فلسطين ضد الحملات الصليبية بعدما ظل العرب يُعانون من الصور التي يرسمها لهم الإعلام الأميركي علي أنهم إرهابيون.

الوصول للعالمية

ويرى سينمائيون أنّ أحد أهم الممثلين الذين وصلوا لبداية طريق هوليوود مؤخرا هو الممثل الشاب عمرو واكد الذي شارك الممثل جورج كلوني الحاصل علي جائزة الأوسكار في فيلم «سيريانا» مشيرين إلي أن دور عمرو كان صغيرا وجسد فيه دور شاب عربي متطرف إلا أنه أداه ببراعة.

وأضافوا أنه شارك مؤخرا في فيلم عن حياة صدام حسين والمعروف عن عَمرو واكد أنه حاصل علي عضوية نقابة السينمائيين الأميركيين.

كما أشاروا إلي اختيار المخرج العالمي «ستيفن سبيلبرج» للمثل المصري الشاب عَمرو متولي ليقوم بدور «علي» أحد أفراد فصائل المقاومة الفلسطينية في فيلم «ميرنغ» مؤكّدين أنه على الرغم من صغر مساحة الدور إلا أنّ الجمهور تعلّق بهذه الشخصية وأنها لفتت أنظار النقاد الأميركيين مما جعل عمرو متولي يشارك في فيلم أميركي آخر بعنوان «التمويل».

وأضافوا أن الممثلة هالة صدقي شاركت في فيلم أميركي اسمه out time مثلما شارك الممثل شريف رمزي في فيلم أمريكي انجليزي يوناني بعنوان «الإسكندر» مؤكّدين أنّ الشهرة والنجومية حلم يراود كل فنان بينما الوصول للعالمية حلم صعب يداعب الكثيرين موضحين أنه لا يصل إليه سوي الموهوبين المحظوظين حيث يتطلب العمل الدءوب والإصرار الفذ علي النجاح فضلا عن الحظ الذي يعتبر من أهم مقومات الوصول للعالمية لتظل الأسئلة التي طرحت نفسها في البداية منتظرة لإجابة ستحملها السنوات القادمة بكلّ تأكيد