لعلّ أهم ما يميّز النجم الصغير ألين كلايتون هوسكينز أو كما اشتهر به في بدايات القرن الماضي «فارينا» هو أنّ الشخصية التي كان يقدّمها لم تكن واضحة المعالم. هي احدى شخصيات سلسلة الأفلام الشهيرة آنذاك Our Gang «عصابتنا» فيلم بدايات القرن الماضي الأشهر على الإطلاق. كانت الشخصية في بعض الأحيان تعود لصبي، لكنها في أحيان أخرى من السلسلة ذاتها تجسد شخصية فتاة، ويحدث الأسوأ حين يقدم الصغيرة شخصيتي صبي وفتاة في حلقة واحدة. الأمر الذي لم يكن يتغير في كل تلك الأجزاء من الفيلم هو أنّ «فارينا» هو طفل زنجي مهلهل الملابس أشعث الشعر!

الأمر الآخر المثير للحيرة بشأن هذه الشخصية هو ما ترمز إليه، ففارينا كلمة تعني حبوب النشاء! يجدر بالذكر أنّ فارينا كانت الشخصية التي تتلقى الأجر الأعلى من بين كل نجوم «عصابتنا» الصغار.

ولد هوسكينز في 9 أغسطس /آب 1929 في مدينة بوستن بولاية ماسشويستس، وهو أحد النجوم الأميركان الصغار، تعود شهرته الى شخصية فارينا التي قدمها في سلسلة الأفلام القصيرة Our Gang عصابتنا وذلك في الفترة الواقعة بين الأعوام 1922 - 1931. بضفيرة شعره المتدلية على ظهره وملابسه اللامتناسقة، كان المقصود أنْ تكون شخصية فارينا مجسّدة للأطفال الزنوج وشبيهة لشخصية توبسي الشهيرة المجسّدة أيضا للأطفال الزنوج والتي ظهرت في فيلم Uncle Tom>s Cabin . وتقدم شخصية توبسي صورة نمطية تعبّر عن واقع الأطفال الزنوج في فترة العبودية في أميركا، وهي مأخوذة من الرواية الشهيرة المناهضة للعبودية والتي ألفها هاريت بيشر ستاو وكان لها تأثير ايجابي كبير على واقع الزنوج في أميركا.

عودة الى شخصية «فارينا»، فقد حقق هوسكينز شهرة كبيرة بسبب ازدياد شعبية فارينا، لكن نجوميته العالية وتألقه خفتا حين كبر في السن، إذ أصبحت شخصية فارينا مختلفة عن شخصية توبسي.

خلال فترة تزايد شعبية سلسلة أفلام عصابتنا، أصبح «فارينا» أحد دعائم الفيلم وأشهر شخصية فيه. وعلى الرغم من أنه لم يكن أوّل طفل أسود يظهر على الشاشة أو في سلسلة أفلام عصابتنا، إلا أنّ فارينا أصبح أوّل طفل أسود يصبح نجما بشكل يثير الجدل. وقد بلغ أعلى أجر حصل عليه هوسكنز من ستوديو هال روش 250 دولارا في الاسبوع، وهو أجر أعلى من ذلك الذي حصل عليه أي من الأطفال النجوم في تلك السلسلة، أعلى حتى من أجر جاكي كوبر الذي كان أحد أغلى النجوم الصغار على الأطلاق في تلك الفترة .

كان عمر فارينا عاما واحدا فقط حين ظهر للمرة الأولى في سلسلة عصابتنا. بقيت شخصيته خلال فترة السنوات الصامتة وحتى حين انتقلت السلسلة الى السينما الناطقة، لكن الشخصية غادرت السلسلة العام 1931 حين بلغ هوسكنز في سن الحادية عشرة عاما. تم استبداله بماثيو بيرد وأصبح اسم الشخصية «ستيمي».

بعد أنّ غادر سلسلة أفلام عصابتنا، حصل فارينا على بعض الأدوار الصغيرة في عدد من الأفلام الروائية،كما قدم عرضا مسرحيا مع شقيقته جاني هوسكينز، التي كانت أيضا أحد الأطفال الذين ظهروا في سلسلة أفلام عصابتنا. بعد أنْ خدم في الحرب العالمية الثانية، بدأ هوسكنز في الابتعاد عن الفن فتراجع اسمه الفني. بعد ذلك نجح في عمله في مساعدة الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة الين يعانون من مشاكل الإدمان على المخدرات ومن مشكلات التخلف العقلي في لوس انجليس وذلك في مراكز لوس انجليس الصحية.

توفي الين هوسكنز «فارينا» جراء اصابته بمرض السرطان في 26 يوليو/ تموز 1980 وذلك قبل أيام من إتمامه عامه الستين