العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ

«البحرين الثقافية» توثق في العدد الـ 52 تاريخ الدوريات

اقتصرت القراءات المونوغرافية التي قدمتها مجلة «البحرين الثقافية «في عددها الجديد ضمن ملف «الدوريات الثقافية في البحرين» على تقديم شهادات عدد من المثقفين ممن ساهموا في إثراء هذه الدوريات بكتاباتهم أو عضويتهم في أسرة تحرير تلك الدوريات الثقافية.

وتشير مختلف القراءات التي تناولت بالدرس الإعلام الثقافي في البحرين إلى أن غالبية الإصدارات الثقافية في البحرين - فيما عدا مجلة «البحرين الثقافية» التي يصدرها قطاع الثقافة والتراث ومجلة «ثقافات» الصادرة عن جامعة البحرين - كان لأسرة الأدباء والكتاب الباع الأكبر فيها من حيث الإصدارات الثقافية.

وتعرضت مجمل هذه القراءات إلى ظروف نشأة هذه المجلات، وتطورها والمعوقات التي حالت دون تحقيق مختلف هذه الدوريات للأهداف التي رسمها منشؤوها لدى تفكيرهم في إصدارها. وفي هذا الخصوص كتب علي عبدالله خليفة تحت عنوان (مجلة «كتابات» الممكن في الزمن الصعب» أن المجلة وقعت في أسر الديون ما حال دون تطوير شكلها وحتى دفع دفع مكافآت الكتاب، فكان كل كتابها «مناصرون ومتطوعون». وكتب قاسم حداد عن مجلة «كلمات» متحدثا عن ظروف توقيف إصدار المجلة «عندما شعرنا أن التجربة وصلت إلى لحظة حرجة على صعيد علاقة مشروع (كلمات) برؤيتها الخاصة، مع المؤسسة التي تصدر عنها أسرة الأدباء والكتاب، قررنا التوقف عن إصدارها فقد أصبح السقف لا يستوعب رؤيتنا لـ (كلمات)».

وتحت عنوان «البحرين الثقافية: المعرفة مصباح القلب» قدم عبدالقادر عقيل قراءة في تاريخ المجلة منذ نشأتها، ويرى في هذا الخصوص أنها تمكنت من أن تكون «مجلة ثقافية راقية المحتوى والشكل، لها إسهامها المحلي وحضورها العربي».

وعن مجلة «ثقافات» كتب علوي الهاشمي تحت عنوان «ثقافات: زهرة الإبداع الأكاديمي»: «لقد كانت عربية الانتماء، وذهبت من حيث التنوع والرصانة والتوجه إلى الثقافات الثلاث».

من جانبه، اختار سامي السبع أن يقدم قراءة في تحولات المشهد الإعلامي الثقافي في البحرين من خلال إصدارات أسرة الأدباء والكتاب منذ نشأتها سنة1969، مرورا بـ «كتابات» التي كانت بمثابة المحاولة التجريبية للإصدار الثقافي باعتبار أن إصدارها سبق إصدار المجلة الرسمية لأسرة الأدباء والكتاب البحرينية، مجلة «كلمات» التي صدرت سنة 1983وكانت صوتا نخبويا منافسا لمجلة «البحرين الثقافية» توقف في منتصف التسعينيات ليعود تحت مسمى «كرز» سنة 2006 ولكن هذه المرة تبنت أسرة تحرير المجلة توجها جديدا سواء على مستوى المنتوج كما على مستوى التوجه العام للمجلة.

ويخلص السبع في خاتمة تقييمه للوضع الثقافي في البحرين إلى تأكيد أن «المادة الثقافية التي تقدّمها المجلات الثقافية... ليست محل اهتمام ومتابعة، ليس من جانب عامة الناس، بل من عموم المثقفين والعاملين في الإعلام والصحافة خاصة.»

ويتصدر العدد الثاني والخمسون من مجلة «البحرين الثقافية» مقالة للكاتب أمين صالح تحدّث فيها عن «الكتابة... مرآة النفس»، إذ اعتبر أن «أي نص شعري أو روائي هو بالضرورة انعكاس لذات الكاتب ورؤاه وتجاربه الشخصية ومعرفته الثقافية وأحلامه وذكرياته وتخيلاته»، مشيرا إلى أنه «طالما أن هناك رقابة بكل أشكالها... حتى الذاتية منها، فإن ذلك يعني أن الكتابة لاتزال تشكل خطورة... حتى لو لم يقصد الكاتب إحداث تغيير جذري في مجتمعه».

كما يتضمن العدد الجديد من المجلة الذي احتوى على 202 صفحة من الحجم الكبير مجموعة من الدراسات تطرق فيها الباحث عبدالرحمن مسامح إلى عصر تايلوس من خلال أحد عشر نصا ووثيقة تاريخية موجودة في متحف البحرين الوطني تؤرخ للفترة ما بين سنة 400 قبل ميلاد المسيح و200 سنة بعده.

وعن الزارادشتية، تحدّث اللبناني فيكتور الكِك مشيرا إلى أنها ديانة الإيرانيين قبل المسيحية والإسلام، وهي المجوسية التي مازالت منتشرة في بعض المناطق في إيران والهند.

وعن «ابن النديم: مؤسس علم الفهرسة» كتبت السورية بريهان فارس عيسى موضحة أن تأليف ابن النديم لكتابه «الفهرست» جاء بوحي من مهنته كبائع للكتب كانت تعترضه إشكالات في تنظيمها، وتمكن من خلال هذا الكتاب أن يكون رائدا للتصنيف وواضعا لمنهج جديد في الضبط الببلوغرافي.

من جانبه، قدم الباحث البحريني محمد جمال قراءة في كتب «الموسيقى في البحرين» للمؤلف بول روفسنغ أولسن اعتبر فيها أن البحوث التي يقوم بها الأجانب لا تلم بكل الخصوصيات الاجتماعية والثقافية لأهل البلاد التي تنعكس بالضرورة على الإرث الفني والحضاري.

أما الكاتبة السورية ليلى محمد محمد فخاضت في قضية أدب الطفل، محاولة الإجابة عن سؤال «كيف نوظف التراث في أدب أطفالنا؟»، متخذة الشاعر سليمان العيسى نموذجا استندت إليه لتحديد الأساسيات التي يجب احترامها في الكتابات الموجهة للطفل.

كما احتوى العدد الثاني والخمسون من مجلة «البحرين الثقافية» على مجموعة من القراءات النقدية والنصوص القصصية والشعرية، بالإضافة إلى مجموعة من المراجعات شملت كتاب «الحركات الدينية في الخليج العربي، بين السلطة والمعارضة»، «طوق الخطاب»، «أتغير»، و «التحليل النفسي والميتافيزيقيا»

العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً