كان للأمسية الثانية من مهرجان القافلة الثقافية الأول أسلوب شبابي غير نمطي في التعبير عن الجمال والحب، عبرت عنه الأوتار والأنامل الشبابية التي اشتركت جميعها في تقديم أمسية موسيقية متميزة، راح معها الجميع في حالة انسجام وتآلف مع الألحان التي انسابت من الصناديق الخشبية.
أربعة عازفين هم ذلك الفريق الذي شارك فيه يوسف سليم وعبدالرحمن البحريني على آلة الغيتار، وعلي العليوي على آلة الكمان، إلى جانب حسن الحداد على آلة العود.
وتشكل مشاركتهم في برنامج مهرجان القافلة أول حضور وتفاعل مشترك لهم مع الجمهور، إذ اعتاد كل منهم العمل منفردا، كما أتت مشاركتهم لتشكل تجانسا مع باقي البرامج الثقافية التي يقدمها المهرجان.
عبدالرحمن البحريني قال عن المشاركة «إنها أول مشاركة لنا كمجموعة، وقد التأمنا على يد حامد البوسطة، وقد أثارت إعجابنا فكرته، وكانت سببا في جمعنا معا لأول مرة»، مضيفا «الفكرة جميلة جدا، إذ لأول مرة يصبح الفن ممتزجا بالفن، من خلال جمع كل المجالات، وهو ما أعطى جوا رائعا، زينه وجود اللوحات التشكيلية المعلقة على الجدران في إعطاء حس جمالي فني خاص».
من جانبه، داخل العازف علي العليوي في الحديث قائلا «في هذه التجربة التقيت الشباب وتعرفت عليهم، وهي الميزة الأكبر لهذا المهرجان من التعارف، واكتساب الخبرات، والاطلاع على تجارب الآخرين».
وقدمت المجموعة التي كانت آلاتها شرقية - غربية نمطا ممتزجا من العزف، تراوح ما بين الأسباني والشرقي الذي وصفه عبدالرحمن بأنه «يأتي من أجل إخراج نمط وأسلوب عزف بحريني خاص».
ووجد الشباب العازفون أن الجمهور تفاعل مع ما قدموه، وكان الناس قد أعجبوا بهم رغم التخوف الذي شابهم خلال بداية هذه التجربة من تقبل تحاور الآلات مع بعضها وفق أسلوب يمزج البساطة والتشويق.
عبدالرحمن قال «كان هناك انسجام وتشجيع من الجمهور، وهو ما أكد وجود تفاعل مع ما كنا نقدمه»، مضيفا «نزلنا في العزف بتقنيات صعبة جدا، وقد أخذنا بها أسلوبنا لتقديم معزوفات راقية».
وفي حديث عن الفرص التي أتاحها هذا المهرجان كبداية للشباب، كانت لعبدالرحمن فرصة الالتقاء ببعض المهتمين الذين طلبوه للمشاركة في فعاليات أخرى بتقديم معزوفات على هامشها، كما وجد يوسف سليم الفرصة للمشاركة في العرض المسرحي الذي قدم مساء الخميس ضمن فعاليات المهرجان للمخرج عبدالله سويد.
المجموعة أكدت أن الرهبة جمعتهم في البداية، إلى جانب التشكك في القبول، ولكن ذلك الحاجز انكسر مع الفرصة التي أتاحها لهم المهرجان، إذ أكدوا جميعا تمنياتهم بأن يحظوا كشباب بأماكن للتدريب، يتعلمون فيها المزيد ويختبرون ما يتعلمونه، في وصف للعليوي يقول فيه «نحن نقاوم، ولكننا لا نجد الاهتمام»
العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ