أصدر النائب جاسم السعيدي بيانا (ضمن سلسلة بيانات) في الفترة الأخيرة توجّه فيها بالنقد لرئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى أحمد قاسم، وبلغ الأمر حد التطاول على رمز ديني له ثقله الذي لا ينكر، على الأقل لدى شريحة كبيرة من الشعب، كما له تاريخه وثقله السياسي، فالرجل ليس طفلا ولا نائما ولا هو يهجر، ومن حقه أن يبدي رأيه في القضايا الوطنية، وهو مستعد لتقبّل الردود بصدر رحب.

بيانات السعيدي استفزت جماهير كبيرة خرجت مطالبة بإسكات «الأصوات النشاز»، تقود ذلك التحرّك كتلة الوفاق النيابية التي تكاد تقع مجبرة إن لم تنتبه في منزلق «السفاهة» نفسه، ولذلك فإنّ عليها الانتباه إلى ما يراد لها من وراء تلك الحركة المشبوهة.

الملفت أن الشيخ عيسى ظل يتحدّث طوال شهر مضى عن الحلم أمام الجهالات والسفهاء، في رسالة لم تكن تخفى على المتابع، فالانسياق وراء «السفاهات» بمثلها يوقع الإنسان في الملامة. وحسنا فعل من حاول ألا يعطي القضية أكبر من حجمها، وألا يتيح المجال للمتصيّدين الذين يريدون تحويل القضية إلى اصطفاف طائفي، وهو ما نأمله من كتلة الوفاق التي كانت بدأت تحركات لوضع حد لتلك الاستفزازات، وخصوصا إذا ما مست رموزا مشهود لها بأنها كانت صمّامات أمان في كثير من المفاصل الحسّاسة، فالأمل كلّ الأمل ألا نقع في فخ السفاهات ففخ «سلاما سلاما» أجدى وأنفع وأسلم للجميع.