أحيا راقصوا ثلاث دول مساء ليلة (الخميس) 18 ديسمبر الأجواء الباردة في بدفء وحيوية عبر الاستعراضات التي قدموها على خشبة مسرح الصالة الثقافية، ضمن فعالية المهرجان الدولي الثاني للفنون الشعبية، الذي أقامته جمعية الدولية للفنون الشعبية وقطاع الثقافة والتراث الوطني، تحت رعاية الوكيل المساعد لوزارة الإعلام حمد المناعي.
المهرجان الذي أقيم احتفالا بعيد الجلوس لجلالة الملك والعيد الوطني المجيد، استضاف ثلاث فرق مثلت الهند ولاتيفيا والأردن، فكانت الأجواء تراوح بين عبق الشرق وتوابل الهند، إلى الخضرة والطبيعة في لاتيفيا، لتعود إلى الأصالة والفروسية في الأردن.
سحر الشرق سحر الهند
كانت الفقرة الأولى للفرقة الهندية بابو خان وبارتي، التي بدأت أنغامها تتسلل للآذان، مطلقة العنان للأخيلة كي تسبح في أجواء السحر الهندي الأخاذ، الذي كان لا بد أن يكتشف من خلال الآلات الموسيقية المتميزة التي يعزف عليها الفنانون الهنود، وهو ما أبرزته الإضاءة حينما بدأت تكشف عن مجموعة من العازفين باللباس التقليدي، والذين برزت من بينهم فتاة، تستعرض فنون وموروث الشعب الهندي الثقافي والفني من خلال الرقص الاستعراضي الذي قدمته، والذي كان له أثر خاص حينما حملت ميزان العدل المملوء بالجمر المشتعل، وأخذت تدور به حول نفسها فيما الإنارة تخفت، ليبقى من ذلك خيط من النار الملتف، وتصفيقات حارة تبدي الإعجاب بما تقدمه.
الفرقة الهندية كما جاء في دليل المعلومات عنها أنها تأسست عام 1995 في ولاية راجيستان الهندية، إذ شاركت منذ تأسيسها في العديد من المهرجانات الشعبية بلغت حوالي 400 مشاركة في ولاية راجيستان، و100 مشاركة في عموم الهند و10 مشاركات دولية، إذ تتميز الفرقة بتقديم عروضها الفنية التي تمثل التقاليد الشعبية الأصيلة للشعب الهندي على أنغام الموسيقى التراثية بأنواعها المتعددة.
الحيوية وانتعاش الراقصين
حينما تقدم أفراد فرقة بيدا التي تأتي بفنون لاتيفيا إلى البحرين، كان أكيدا أن هذه الفرقة لا ترقص لتمتع الناس بقدر الاستمتاع الذي يعيشه أفرادها، الذين أنعشوا القاعة على أنغام موسيقاهم الجذابة والنشطة في إيقاعاتها، والتي أخذت بالراقصين كي يقدموا للحضور استعراضا، أبرز جاذبية ورونق الحياة في تلك الدولة الخضراء، والتي كانت حصيلة فترات الاحتفال للمزارعين في أوأن الحصاد وأوقات الأعياد.
رقصاتهم كانت تناغما وتجانسا حيا للمجموعة التي توزعت بشكل دقيق كي تشغل أركان ذلك المسرح، وخطواتهم تنم عن خبرة تزيد عن سنوات عمر هذه الفرقة، التي تأسست في بلدة أزيكروكل في لاتيفيا عام 1988، ومنذ تأسيسها حصلت على حقوق المشاركة في مهرجان لاتيفيا للغناء والرقص الذي يعد أكثر الاحتفالات الشعبية شيوعا في لاتيفيا.
وسجل دليل الفرق المشاركة للفرقة مشاركتها في جميع المهرجانات الشعبية، سواء الإقليمية أو الدولية، إذ ذكر أن الفرقة أصبحت عضوا فاعلا في المنظمة الدولية للفن الشعبي منذ عام 2007 وشاركت في العديد من المهرجانات الشعبية الدولية في كل من المجر ولاتيفيا وسلوفاكيا وكرواتيا و إيطاليا وهولندا والبرتغال وبولندا ونيبال والنمسا.
الأصالة والفروسية
من خلال سمات موروثة وأخرى مكتسبة، كانت خطوات أفراد فرقة نادي الجيل الجديد للفلكلور الشركسي من المملكة الأردنية الهاشمية تحكي الفروسية والرجولة، ولم تخل أيضا من لمسات عسكرية في بعض الأحيان، أكدتها طرقات الكعوب القوية على سطح الخشبة، والناس في غمرة إعجاب بهذا الإحساس الأصيل، كانت تقلهم إلى الحب والحنان والرقة والجمال تلك التداخلات الأخاذة للفتيات، اللاتي كُنّ أميرات وسط كم الحزم الذي شكله استعراض الرجال.
اللفتة الجميلة هي أن الرقصات التي صاحبتها موسيقى بإيقاع شركسي/شرقي وسط جاذبية الإيقاع قد قدمت مشاهد ضمن الاستعراض حملت معاني الحب الإنساني المختنق بعبرات الحرب والتشرد، وهو الأمر الذي برعت فيه الفرقة كنقطة جمال في بحر قوة.
وتأسست فرقة نادي الجيل الجديد للفلكلور الشركسي عام 1950 بأفراد يبلغ عددهم نحو 100 شاب وفتاة، إذ تعتبر الفرقة في طليعة الفرق الفلكلورية الأردنية من حيث مستواها الفني والتعامل مع المسرح، وبذلك حازت على فرص تمثيل الأردن في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، كما قدمت قدمت عروضها في مختلف دول العالم مثل فرنسا وقبرص والولايات المتحدة الأميركية وروسيها وتونس والإمارات العربية المتحدة وتركيا وفلسطين
العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ