العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ

جمال عبدالرحيم مشاغب يكسر النسق

في معرضه بجمعية البحرين للفنون التشكيلية

افتتح الفنان جمال عبد الرحيم معرضه الفني في التشكيل و النحت بعنوان «طباعة وحجر» وذلك على غير عادة في البحرين على الأقل كونه يأتي «تحت رعاية صديق وهو الروائي فريد رمضان» وذلك في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وقد ضمّ المعرض ستين عملا فنياُ كان خمسة وثلاثون منها في الحجر من منحوتات رخامية وخمسة وعشرون منها في التشكيل في لوحات فنية، وقد علّق عبدالرحيم على هذه الرعاية واختصاص الروائي فريد رمضان بها، وهل أنها محاولة للخروج على النسق، علق بأن فريد صديق عزيز وقد رافق تجربتي الفنية طويلا، وجميل أن يأخذ المعرض طبيعة احتفائية بالكاتب، والمعرض مفتوح للجميع وقد تفاجأنا بوجود الشباب والكثير من الأصدقاء والفنانين والمهتمين المتابعين للحركة الفنية في البحرين.

وعن المعروضات أشار الفنان إلى أن المعرض يحتوي على مجموعة من الأعمال الجديدة في 2007- 2008م وبعض الأعمال التي قد يمتد عمرها إلى عشرين سنة كونها تأتي نتيجة تراكم زمني وأفكار كانت مختزنة حيث يتشكل العمل مع الزمن وقد ظهرت في شكل منحوتات أو لوحات فنية « ليتواغراف « فبعض الأعمال يحتاج إلى سنوات حتى يتشكل.

وكان من زوار المعرض الفنان القطري عبدالرحمن المطاوعة حيث أشار إلى أن المعرض جميل جدا، إذ شمل النحت والطباعة فجمال لاعب ماهر بالتقنية وقد توقعت المعرض كالأعمال السابقة ولكني تفاجأت بالأشكال وحتى اللوحات أخذت الشكل النحتي في طبيعة ملمسها فقد وظف إمكانياته النحتية في الطباعة من ناحية التكوينات والأشكال الطباعية فوصل إلى عمل جمالي ينفرد به ويدل على جمال عبدالرحيم نفسه. إذ استخدم تكنيك البصمة حيث تأخذ ملامس الشيء وتطبعه على مستوى اللوحة فتجد فيها ملمس الورق الخشن وملمس الشعر أو الخيوط أو « الليف أو شبكيات التور» بدرجات مختلفة حيث يلعب الفنان بهذه التقنيات وإيحاءاتها مع الألوان ويشكل اللوحة.

وأضاف بأنه يقرأ في المعرض تمازج بين تقنيات الليتوغراف في اللوحة والمنحوتة حيث وظف جمال إحساسه بالملمس في النحت على مستوى اللوحة، وبشكل عالم فإن الأعمال تأتي نتيجة رؤية وعمل مدروس وتوازن بين الكتلة والفراغ وأشار إلى أنه تربطه بالفنان والمعرض صلة فنية حيث أنه يشتغل باليتوغراف ويدرك طبيعة اشتغال جمال بهذه التقنيات ومدى عنائه واعتنائه بها.

وكان من زوار المعرض الباحث والقاص يوسف النشابة، وقد قرأ في الأعمال شخصية جمال حيث عنصر التحدي الذي يعرفه في جمال، فالفن الحديث كسر لنظم والقوانين الكلاسيكية التي تعتمد على المنظور والنسب في البعد والحجم واللون، والفن الحديث أصبح متحررا من هذه القيم الهندسية فالألوان متناثرة ومتحررة من القيم اللونية فالأشياء لا تحمل لونها المعتاد في الطبيعة وقد تحمل لونا لا يتخيله سوى الفنان والفن الحديث نتيجة نفسية الفنان على اللوحة ونتيجة ارتباط وثيق بين االلوحة والفنان، والمساحة ما عادت من المهم أن تملأ، فالفراغ له قيمة وأصبح جزءا من اللوحة، والتأويل والفهم راجع للمشاهد وذوقه وخلفيته الثقافية، وبحسب مخزونه من الثقافة البصرية سيقرأ اللوحة.

وأضاف أن جمال عابث وهذا ليس قدحا بل هو مدح فهو مشاغب في مجال الفن فهو يلجأ إلى اللامتوقع ويكسر عنصر الروتين، ولا تدري إلى أين يذهب بك، وما يضيفه في هذا المعرض هو عنصر التحدي الذي هو سر عبثه، والذي أخذه إلى خارج حدوده وإلى مواد أخرى، التحدي لنفسه قبل الآخرين فقد استخدم أكثر من خامة وأكثر من تكنيك في أعماله والتحدي موجود في أعماله وفي نحوتاته الحجرية ورغم أنك تحس أن في داخله إنسانا وديعا ويكفيك هذا الترابط والتآلف وخصوصا في مجموعاته النحتية حيث اللعب بالملمس في مستوى الخشونة والملاسة أو في تلك طيور التي نحتها وضمها في شكل مجموعة متألفة فيما بينها تتحلق حول أمها وكذلك الحجر الذي شكل منه حيوانا في قمة الوداعة والسكون فانظر إلى محاولة الموأمة بين مستويين الخشونة والألفة خشونة الحجر وقسوته وألفة الحيوان والطيور

العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً