قدم المنتخب الهولندي الملقب بالطاحونة نسبة إلى طواحين هولندا الكثيرة مستويات مذهلة في مواجهة بطل العالم المنتخب الإيطالي ووصيفه المنتخب الفرنسي بشكل لم نشهد مثله على مستوى المنتخبات منذ أمد بعيد. ما قدمه المنتخب الهولندي من كرة قدم راقية وقوية ومهارية وسريعة جدا أتعبت أفارقة فرنسا المشهورين بقوة اللياقة البدنية والجسمانية وأنهكت الدفاعات المحصنة للطليان هو أمر غير طبيعي في عالم كرة القدم الحديث الذي لم نعد نرى فيه هذه النتائج الكاسحة حتى في حال مواجهة المنتخبات الكبيرة للمنتخبات الضعيفة! الهولنديون لم يقنعوا بالأداء والمهارة فقط وإنما أقنعوا بأهداف مرسومة وبطريقة لعب جماعية لا مثيل لها في البطولة الحالية أو في البطولات القريبة، فالمنتخب الايطالي بطل العالم نفسه عندما فاز باللقب لم يحقق أيا من نتائج المنتخب الهولندي الكاسحة وكذلك وصيفه. المشكلة أن من واجه المنتخب الهولندي هما المصنفان الرئيسيان للفوز باللقب الأوروبي وهما لم يفيقا بعد من هول ما حدث، فالهولنديون أدخلوا كرة القدم بالتأكيد عصرا جديدا سيكون فيه للسرعة والمهارة والأسلوب الجماعي المتكامل دورا رئيسيا في تحديد ملامحها. هولندا باتت تمتلك تشكيلة تعج بالنجوم الشباب ويغلب عليها الطابع الهجومي بدءا بالظهيرين خالد بلحروز وفان بروكهوست، والمذهلين في الوسط شنايدر وفان در فات، وملك الجهة اليمنى كويت وفي الأمام القناص المتمكن نستلروي، في حين يوجد على دكة الاحتياط اثنان من أبرز الأجنحة الشباب على مستوى العالم فان بيرسي وروبين واللذان صعقا المنتخب الفرنسي حال دخولهما، في الوقت الذي يعطي فيه لاعبا الارتكاز في وسط الملعب ومن خلفهم قلبي الدفاع ومن خلفهم الحارس العملاق فان در سار الاطمئنان والتركيز للفريق.
هذه التوليفة الرائعة صاغها المدرب الشاب فان باستن والذي يمتلك جرأة عجيبة سمحت له بسحب أحد لاعبي الارتكاز في وسط الملعب وهو متقدم على فرنسا بهدف وإدخال المهاجم روبين بدلا منه فحلت الفاجعة بالفرنسيين. فهل بعد هذا كله يعجز الهولنديون مجددا عن الظفر باللقب المستحق؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2111 - الإثنين 16 يونيو 2008م الموافق 11 جمادى الآخرة 1429هـ