تنظم إدارة الشئون الإسلامية مؤتمرها السنويّ للأئمة والخطباء والدعاة في الفترة 16-17 يونيو/ حزيران الجاري تحت عنوان «معالم التنمية الوطنية في الخطاب الإسلاميّ». جميل أن يتم تنبيه علماء الدين وخصوصا الدعاة الجدد إلى ضرورة تعزيز روح المواطنة بمختلف أشكالها وبكلّ من يمتّ إليها بصلة من خلال تأصيل إسلاميّ، إلا أن المتأمل لواقع البلدان الإسلامية والعربية يجد أن ليس ثمّة شيء يدعو إلى التفاعل مع تلك الطروحات الرسمية الأكاديمية التي لا توجد لها انعكاسات عملية يشعر بها المواطن العادي.
وليس بعيدا عنا ما أثير الأسبوع الماضي في البحرين من استحواذ جمعيتي الأصالة والمنبر على 73 في المئة من وظائف البرلمان، واعتزام البعض رفع دعاوى ضد وزارة التربية بشأن انتهاكات في توزيع البعثات، وغضّ الطرف عن ثمانية بحرينيين معتقلين بالسعودية وغيرها وغيرها من قضايا «مدخّنة» بالطائفية، بل مشويّة بها.
الحلّ لن يأتي بتنظيم مؤتمرات توزع بسكويت المواطنة والناس جوعى، ولن يأتي عبر أعمدة تدعو للتأسّي بمعاناة عبيد جنوب إفريقيا وأكل جبن الصبر وهامبورغر الأمل وكعكة المصالحة، فيما الضحايا يرون سكين التمييز تقطع لحومهم بلا أدنى خجل، بل وتقضي على كلّ أمل يمكن أن يزرع في النفوس الأمل، فليكفّ المهرّجون والمروّجون فالحقائق تقرأ على الأرض، لا في أروقة الفنادق ولا بين أوراق المؤتمرات ولا على أعمدة الصحف.
العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ