العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ

العلم لا يعرف حدودا... والمناهج الدراسية لا تخلق المتفوقين

أذاكر 12 ساعة في اليوم ولا أنسى هواياتي... الثالثة على البحرين

دعت الطالبة زينب عبدالله طريف، الثالثة على البحرين في المرحلة الثانوية، والحاصلة على نسبة 99.4 في المئة الطلبة والطالبات في جميع المراحل الدراسية بعدم الاكتفاء بأخذ المعلومات أو المذاكرة من الكتب فقط، وإنما الاطلاع على المصادر الإعلامية والكتب والموسوعات العلمية من أجل تحقيق ذاتهم، مؤكدة أنها كانت تمضي معدل12 ساعة في اليوم في الدراسة حتى استطاعت التفوق، وكان لنا معها هذا اللقاء.

* هل كنت تتوقعين أن تحرزي المركز الثالث على البحرين؟

- نعم، لأنني اجتهدت ودرست فأنا وفاطمة الغربي ولولوة المناعي صديقات، وخصوصا مع فاطمة التي كانت صديقتي منذ المرحلة الإعدادية، فكنت على اتصال مستمر معها أثناء الامتحانات، ونتبادل المعلومات.

* كيف استقبلت خبر حصولك على هذه النتيجة؟

- استقبلت الخبر بسعادة لا توصف، وعرفنا الخبر من صحيفة «الوسط»، من خلال خدمة «الوسط أون لاين» التي نشرت النتائج، وحينها كنت في المنزل... طرت من الفرح، وأبلغت أخواتي واتصلت بمعلماتي، اللائي باركن لي التفوق، ومن ثم توجهت إلى المدرسة.

* وما شعورك الآن؟

- سعيدة جدا، خصوصا وأنني حصلت على تهنئة بالتفوق من قبل خالاتي وخالي وعماتي وأعمامي والمعلمات ومن جميع الصديقات، كما قدم لي البعض الهدايا، وفي كل عام أحتفل بعيد ميلادي، إلا أن احتفالي هذا العام سيكون مختلف، ولن يكون عيد ميلاد فقط وإنما عيد ميلاد وحفلة بمناسبة التفوق.

* هل تتبعين أسلوب معين للمذاكرة؟ وهل تحددين ساعات معينة لمذاكرتك؟

- أذاكر بمعدل 12 ساعة في اليوم، فأبدأ في تحضير الدروس قبل أن ندرسه في المدرسة، ثم ارتاح نصف ساعة وأعود إلى دراسة ما درسه ومن ثم أدرس للاختبارات أو الامتحانات.

وبسبب حرصي على المذاكرة اليومية استطعت أن أخفف على نفسي الدراسة أيام الامتحانات فقضيتها بشكل عادي، خصوصا وأن التحضير نفعني كثيرا في الدراسة.

* هل تستطيعين أن تمارسي هواياتك وممارسة حياتك الاجتماعية بصورة طبيعية مع الدراسة في وقت واحد؟

- بالتأكيد، وأمارس الكثير من الهوايات منها الرسم، والتصميم على الانترنت، واستخدام برامج الفوتوشوب والري ترو، والموفميكر، والقراءة.

وأحب قراءة الروايات الأجنبية لأجاثا كريستي والكتب العلمية، لأنني أحقق من القراءة استفادة وتكسبني خبرة، وكثيرا ما أتذكر بعض الروايات والقصص، لأنني أشعر أن علاقة ما تنشأ بين الفرد والكتاب خصوصا إذا تصفحه، بعكس الشاشة الجامدة التي تنقلنا إلى عالم الانترنت.

* هل كان للأهل دور في تشجيعك على المذاكرة؟

- نعم، كان للوالدين دور كبير في التشجيع على الدراسة.

* بماذا تنصحين الطلبة المقبلين على التخرج؟

- أن يضعوا الأهداف التي يردون تحقيقها نصب أعينهم، وأن يسعون إلى تحقيقها من خلال عدم اعتمادهم على محتوى الكتب المدرسية فقط، بل يلجئوا إلى كتب ومصادر خارجية لأن العلم لا يقف عند كتاب محدد.

* كيف كان مستواك الدراسي في المراحل الدراسية السابقة؟

- كنت في جميع المستويات متفوقة، وأحتفظ الآن بشهادات التفوق منذ الصف الأول الابتدائي وحتى الآن.

* وكيف قضيتي طفولتك؟

- كنت أحب الاستطلاع والفضول يلازمني لعرفة كل شيء من حولي، ولدي موهبة الرسم، وأتذكر عندما كنت في الصف الأول الابتدائي وأشارك في بعض المسابقات، يتم رفض رسوماتي، وكنت دائما ما أتعرض إلى سؤال: هل أذهب إلى جهة أتعلم فيها الرسم، إلا أن إجابتي كانت ولا تزال: أنها موهبة من الله سبحانه وتعالى.

* هل كان لإدارة المدرسة دور في تشجيع حصولك على هذا المركز؟

- إدارة المدرسة الجديدة متمثلة في المديرة ومساعدة المديرة تهتم بالطالبات، وتحفز على الدراسة، بالإضافة إلى أنه من خلال مشاركاتي في أنشطة المدرسة المختلفة والنتائج التي حصلت عليها خلال المرحلة الثانوية أكدت اهتمامها بي وبتفوقي.

كما أن معلمة الرياضيات سهيلة عبدالعال كان لها دور كبير في تشجيعي على التفوق، فأسست لجنة «البر الطلابية لخدمة المجتمع» التي اكتسبت منها خبرة التعامل مع ذوي لاحتياجات الخاصة وكنت عضو بارزة في اللجنة، وكانت حافز لأثبت ذاتي في المجتمع وأن أحقق طموحاتي كما يفعل أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة.

* هل ترين أن المناهج التعليمية بحاجة إلى تغيير؟

- مناهج المرحلة الثانوية لا تزال تعتمد على الحشو، ولا تقيس المستوى الحقيقي للطالب، وهذا الوضع مغاير للامتحانات التي تحتوي أفكار لا تضمها الكتب.

وزارة التربية والتعليم بدأت خطوة جيدة من خلال تطبيق التعليم الالكتروني، إلا أنها تحتاج إلى تطوير المناهج.

* الكثير من الطلبة يشتكون من عدم ملائمة مناهج اللغة الانجليزية مع متطلبات الدراسة الجامعية وسوق العمل، فما رأيك في ذلك؟

- مستوى اللغة الانجليزية لا يزال متدنيا لدى الطلبة والطالبات، ولا يتناسب مع سوق العمل، حتى أن بعض منهم ينجحون في جميع المواد الدراسية ما عدا اللغة الانجليزية.

وأنصح بإدخال الجانب العملي في جميع المواد لأنها لا تزال تنقصها، في حين أنه عندما نطالب وزارة التربية والتعليم بتطوير مناهج التطوير تقوم بتصعيب امتحانات المواد.

* ما المسابقات والمشاركات التي شاركت فيها طوال الأعوام السابقة؟

- شاركت في الكثير من الفعاليات أتذكر منها مسابقة «التحدث باللغة العريبة الفصحى» و»الشعر» ومسابقة «النقد والبلاغة»، ومسابقة «رسم لوحة من بلدي»، ومسابقة رسم لوحة «لا لمخدرات» وكلها فزت فيها في المراكز الأولى وهي كلها بتنظيم من وزارة التربية والتعليم.

وشاركت في برنامج ولي العهد للقيادة الذي تضمن برنامج التوست ماستر، وحصلت منها على شهادة خبرة، ومسابقة «جيبك» الذي شاركنا فيها من خلال مشروع تحويل الزيت العادي لديزل حيوي، وفي مسابقة «رسم لوحة ضمن مهرجان الزهراء (ع)» خلال عامين، وأقوم بتعليم طلبة اللغة الانجليزية من خلال موقع «انجلش اكسربس»، وحصلت على شهادة شكر وتقدير.

* كيف تصفين جو الدراسة في المنزل؟

- جميعنا متفوقات، فأختي الكبرى صابرين متفوقة وتدرس تخصص علوم حاسوب في جامعة البحرين، ويسرى في الصف الأول الثانوي- توحيد مسارات، ومتفوقة أيضا،وكذلك بالنسبة لأختيّ فاطمة في الأول الإعدادي، وفجر في الخامس الابتدائي.

* ما الذي قررت دراسته؟

- سأدرس الطب في الجامعة الإيرلندية الملكية ومن ثم سأتخصص في الجراحة، ولم أسجل في بعثة سمو ولي العهد لأنني أريد دراسة الطب.

* كلمة أخيرة...

- أشكر صحيفة «الوسط» على جهودها المبذولة تجاه المتفوقين، وإن دل ذلك على شيء يدل على اهتمامها بالمتفوقين.

شاركت في لقاء «الوسط» مع الطالبة زينب طريف والدتها، وتحدثت عن دور أولياء الأمور في نجاح وتفوق أبنائهم، واصفة الأسلوب الذي تعاملت به مع زينب.

* هل توقعت أن تكون زينب من المتفوقات الأوائل على البحرين؟

- نعم، وأنصحها أن تستمر على الجهد والمثابرة في دراستها المستقبلية، خصوصا وأنها ستدرس الطب.

* ما الدور الذي كنت تقومين به مع زينب حتى تفوقت؟

- كنت دائما ما أشجعها على الدراسة، وأحرص على أن تجعل المكيف يعمل حتى لا تسمع الأصوات المزعجة، وهذا هو الحال مع جميع بناتي.

* كيف كان تواصلكما مع المدرسة؟

- من خلال اليوم المفتوح، وكنت أسأل المدرسات عنها، ومن بينهم الدراسات منى الحايكي، وصباح، وسهيلة، وكانت إذا تعود من المدرسة باكية أتواصل مع المدرسات.

* وما النصيحة التي تقدمينها لأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم؟

- أنصح جميع الآباء بمتابعة الدراسة مع أبناءهم، وأن يأخذوهم إلى المعاهد للدراسة إذا كانت لديه الامكانيات، بالإضافة إلى تشجيعهم على الدراسة من خلال إعطائهم الهدايا.

أبيات شعر ارسلتها معلمة الرياضيات زهرة كاظم إلى زينب طريف بمناسبة تفوقها:

غمرت القلب يا زينب سعودا والمنى أعذب

وصار علاك مفخرة لكل قصيدة تكتب

بمثلك تزهر الدنيا وفقت النجم والكوكب

عرفت الذوق أخلاقا ومن كل النهى أعجب

ذكاؤك لست أوصفه فسبحان الذي أوهب

وعلمك شعلة تبقى لجيل ضائع يلعب

وجهدك يا منى روحي به أمثالنا تضرب

عسى الرحمن في سعة يديم لعمرك الأرحب

سعودا فرحة أملا ومن مرضاته أقرب

العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً