أكدت اختصاصية التغذية مريم العامر أن المواد الحافظة التي يتناولها الأطفال بكثرة تؤثر على سلوكياتهم والتي من الممكن أن تؤثر على سرعة تعلمهم وعلى مدى إدراكهم.
وقالت العامر في حديث لـ «الوسط»: «إن المواد الحافظة مرت بتجارب علمية عدة قبل استخدامها وذلك لتأكد من صحتها وضمانها ومدى تطابقها مع القوانين والتشريعات في كل بلد إلا أنه في الآونة الأخيرة أثبت بعض الدراسات العلمية بما لا يدع مجالا للشك أن تناول خليط من بعض المضافات الغذائية والملونة الشائعة الاستعمال والموجودة في المشروبات والحلويات والأغذية المعالجة والمصنعة تؤدي إلى زيادة حدة فرط النشاط لدى الأطفال (...) إلى جانب أن فرط النشاط له علاقة بعوامل أخرى غير المضافات الغذائية مثل الولادة المبكرة والوراثة والتربية وغيرها من العوامل الطبيعية».
وأضافت العامر «إن معنى فرط النشاط هو عبارة عن سلوكيات تؤثر على التعلم والتذكر والحركات ومدى الاستجابات اللغوية والعاطفية إلى جانب تأثيره على أنماط النوم لذلك فإن فرط النشاط سيؤثر على هذه السلوكيات بأكملها».
وأوضحت العامر أن هذه المضافات هي عبارة عن مواد طبيعية أو صناعية تضاف إلى الطعام بكميات قليلة لإعطاء خاصية معينة لهذا الطعام سوى لمنع فساد الطعام أو لإبقائه سليما أو تحسين نكهته.
وذكرت العامر أن هناك بعض المضافات المعروفة بحرف (e) والتي تندرج تحتها أرقام عدة، مبينة أنه لا يمكن تجنب جميع هذه المضافات وخصوصا أن بعضها معتمدة من قبِل الاتحاد الأوروبي.
وأردفت العامر أن هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية من بعض المضافات والتي تظهر على شكل صداع أو إسهال أو احمرار في البشرة أو حكة وهذه حالات فردية وليست لها علاقة بسلامة المضاف إلا أنه يجب الانتباه لمثل هذه الحالات.
وأكدت العامر إلى أولياء الأمور أنه من الضروري إبعاد الأطفال عن هذه المضافات وعدم إعطائهم هذه المضافات إلى جانب التركيز على الأطعمة المعدة في المنزل والتي لا تحتوي على الألوان الصناعية.
يذكر أن أطباء بريطانيين حذروا من تناول الأطفال للأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة إذ أشارت دراسة حديثة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين مكونات الطعام ونشاط الأطفال وشقاوتهم وسلوكياتهم المضطربة داخل وخارج المدرسة.
ولاحظت الدراسة أن حالة النشاط تكون زائدة بين الأطفال بعد تناولهم الوجبات الغذائية المدرسية التي تحتوي على ألوان صناعية ومواد حافظة.
وتوصلت الدراسة التي شارك فيها 100 تلميذ وآباؤهم وأساتذتهم إلى وجود علاقة وثيقة بين نشاط التلاميذ و27 مادة تضاف لوجباتهم الغذائية منها ألوان صناعية ومواد حافظة ومكسبات للطعم والرائحة إذ تزيد من نشاط التلاميذ وتصيبهم باضطراب في السلوك طوال اليوم.
وبناء على نتائج الدراسة قامت المدرسة التي طبقت عليها بإعداد قائمة بهذه المواد أطلقت عليها القائمة السوداء وشددت على عدم استخدامها في صناعة وتجهيز الوجبات المدرسية.
العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ