العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ

وزير «الدفاع» يرعى تخرّج الفوج الثالث لـ «مركز عالية»

أربعة أطفال سيدمجون بالمدارس العام المقبل

رعى وزير الدولة لشئون الدفاع الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة حفل التخرج الثالث لمركز عالية للتدخل المبكر الذي عقد صباح أمس في فندق الدبلومات بحضور سفراء اليابان والمملكة المتحدة والهند وأولياء أمور الطلبة وعدد من المدعوين، وسيلتحق أربعة أطفال من الخريجين بالمدارس الخاصة بعد أن أنهوا المراحل الدراسية بمركز عالية.

من جهته، قال رئيس جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل الشيخ علي بن عبد الله آل خليفة «لقد كان مارس/ آذار من العام 2004 انطلاقة تأسيس جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، وكانت فلسفة الجمعية ومازالت توفير الفرصة لتطوير مهارات الأطفال ذوي الصعوبة في السلوك وأطفال التوحد ومساعدتهم على الاندماج بشكل عام مع المجتمع عبر العلم والتعليم وتشجيع البحوث في هذا المجال».

وأوضح «بعد هذا التأسيس بثلاثة أشهر افتتحنا مركز عالية للتدخل المبكر الذي يستقبل الأطفال من عمر 16 شهرا إلى 16 عاما، ويعمل على تطوير الإدراك والمعرفة، وينمي قدرة الطفل العاطفية والجسدية والنفسية ويرتكز على برنامج التحليل التطبيقي للسلوك، ويخصص المركز برنامجا فرديا ومدرسة لكل طفل. كما أن لدينا خمس معلمات من المركز حصلن على التخصص في طريقة ميلر، ونقدم من خلال المركز خدمات التدريب، في مركز عالية 58 طالبا وأكثر من 66 مدرسة وإنشاء مركز عالية سيربط بين المركز والتعليم العام».

وأضاف رئيس الجمعية «تحتاج مرحلة ما قبل الروضة إلى عناية خاصة تتعاون فيها وزارتا الصحة والتنمية الاجتماعية للاكتشاف المبكر للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل».

وقد تم عرض فيلم قصير لبرامج المركز عرضت فيه تجربة الطفل محمد منذ التحاقه بالمركز قبل عامين إلى الفترة الحالية وما أضافه له المركز من مهارات على مختلف الأصعدة.

التحدي ضد التوحد

على صعيد متصل، قالت علياء أحمد والدة الطفل محمد في كلمتها نيابة عن أولياء الأمور «كنت سعيدة بأن رزقني الله بصبي صغير يحمل أحلامي وآمالي كأي أم تأمل أن يكون أطفالها الأفضل، وأن تربيهم وتفتخر بهم وبنجاحاتهم في الحياة، حتى أتى اليوم الذي فوجئت فيه بأن ابني طفل توحدي وكنت بالكاد كنت أعرف اسم التوحد».

وتابعت «لم تكن الصدمة عائقا بالنسبة لي حتى أمكن ابني ونفسي من اجتياز هذا الاختبار الصعب، صحيح أن التوحد ليس من السهل أن يعالج وليست جميع الإمكانات متاحة وسهلة المنال ولكن لايزال الأمل كبيرا بالله تعالى، فنحن الأمهات لم ندخر جهدا ولم نوفر راحة من أجل التحدي الكبير الذي صنعه لنا التوحد، والإصرار وصعوبة الأمر الذي مازلنا نقاومه مع أطفالنا ونجاحات الأمهات التي نراها بتخرج أطفالنا اليوم واجتياز مراحل من التقدم والتأهيل أكبر دليل على أن ليس هناك مستحيل، وأن كل أم قادرة على أن تحفظ الأمانة التي حباها الله بها».

وأضافت «لا ننسى جهود المركز من طاقم إدارة ومشرفات ومدرسات كان ولايزال لهم الدور الأكبر في تأهيل وتعليم أطفالنا ورسم الطريق الصحيح للسير عليه وإنجاحه». واستطردت «أحببت أن أقول لكل الآباء والأمهات لا تخجلوا من كون ابنكم مصابا أو معوقا فليست الإعاقة إعاقة الجسد بل الروح، حاولوا وجاهدوا لإيصال أطفالكم إلى بر الأمان بوضعهم في المكان المناسب وعدم إنكار المرض ومواجهته منذ البداية وهو ما يعطي الأمل بالشفاء والتحسن إلى الأفضل، وأن نشكر الله تعالى على نعمته والأمانة التي أعطانا إياها كآباء وأمهات ليرى ما نصنع بها».

مشروع لتوسعة مركز عالية

على السياق نفسه أفادت عضو مجلس إدارة جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل جليلة السيد أن الإدارة بصدد توسعة مركز عالية للتدخل المبكر، فقد خصصت لنا وزارة التربية قطعة أرض ضمن مجمع الإعاقة في منطقة عالي ولدينا متبرع لتغطية كلفة جزء من المبنى من طابقين ومازلنا نتطلع إلى تبرعات أخرى لإكمال المشروع.

وعن مدرسة عالية قالت السيد «افتتحنا مدرسة عالية قبل حوالي عامين وهي مدرسة خاصة للأطفال العاديين، ومنتظر أن يتم دمج عدد من أطفال مركز عالية للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل فيها إذا ما سمحت حالتهم بذلك، ومركز عالية يتابع الأطفال باستمرار ومثل كل عام لدينا برنامج النشاط الصيفي في يوليو/ تموز المقبل حرصا منا على توفير فرصة تنمية مهاراتهم الجسدية والاجتماعية ومنحهم الفرصة للعب والمرح والاستماع من خلال النشاط الصيفي وتعليمهم السباحة والرياضة وبشكل عام نتطلع إلى تنمية مهارات الأطفال بشكل متكامل، ولا نقتصر على الجوانب التأهيلية والأكاديمية بل نتعداها للجوانب الترفيهية ومهارات التواصل الاجتماعي».

دمج خريجي

«المركز» في المدارس

وقالت «نحن اليوم في غاية السعادة لأننا لا نتحدث عن إنجازاتنا ونترك للآخرين الحكم عليها، ففي هذا العام سيتم دمج أربعة أطفال أي حوالي 10 في المئة من مجموع طلاب المركز وهذا معدل عالي».

وأكدت السيد أن أطفال المركز الذين تم دمجهم في المدارس النظامية يحققون نجاحات متواصلة شأنهم شأن الأطفال من غير ذوي الصعوبات. وبسؤالها عما وصلت إليه الأزمة المالية التي مر بها المركز أجابت «تم تطويق المشاكل المالية بشكل نسبي ولكن لايزال موضوع عدم انتظام مصادر دخل المركز عائقا كبيرا، إلا أن تطلعاتنا في المركز ليست مقتصرة على خدمة العدد المحدود الموجود حاليا، بل نطمح إلى استيعاب جميع الأطفال ممن هم في حاجة إلى خدمات المركز، ولا نريد لأسرة بحرينية أن تحتار أين تذهب بطفلها ذي الاحتياج الخاص الذي يعاني من التوحد كما هو الحال بالنسبة للكثير من أطفال التوحد في البحرين».

العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً