العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ

احتفال المعامير

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوة جميلة لم يعتد مجتمعنا البحريني عليها بعد، نظم “بيئيو المعامير” وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة مساء أمس الجمعة مهرجانا بيئيا ترفيهياُ تحت عنوان “إلى متى؟” على الساحل الشرقي لقرية المعامير التي فقدت حتى الآن أكثر من 30 مواطنا غالبيتهم في ريعان الشباب بسبب مرض السرطان.

من خلال هذا المهرجان يمكن أن نقول ان شباب المعامير قد استطاعوا ابتكار أسلوب جديد من أساليب الاحتجاج السلمي الراقي المنتشر في الدول المتقدمة, ما يوحي بعدالة قضيتهم ورقي أسلوبهم في طرحها وإيصالها لجميع فئات المجتمع بمن فيهم الصغار.

احتفال الأمس لم يتضمن غلق بوابات المصانع المتهمة ببث الغازات السامة في جو القرية بالسلاسل الحديد كما أنه لم يتضمن منع مرور الشاحنات والمركبات من وإلى هذه المصانع أو إلقاء البيض الفاسد على سيارات المسئولين فيها أو إغلاق الشوارع ما يستدعي تدخل القوات الخاصة, بل كل ما تضمنه هو تنظيم حفل ترفيهي للأطفال تم خلاله تلوين وجوه الأطفال وتوفير قصر هزاز في مكان الاحتفال ومهرجان لكي يتمتع الأطفال وجميع الحضور، فيما تم في الفترة المسائية تقديم عروض فنية وألعاب الليزر.

أهالي قرية المعامير يؤكدون وجود غازات كيماوية في جو القرية بشكل مستمر نتيجة المخلفات الغازية المتصاعدة من مداخن المصانع المحيطة بالقرية التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 7000 شخص ما أدى إلى انتشار مرض السرطان والأمراض الخطرة المرتبطة بالجهاز التنفسي بين أهالي القرية ويستدلون على ذلك من خلال ازدياد أعداد الوفيات نتيجة هذه الأمراض.

الغريب في الأمر أن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية أنشأت مختبرا في القرية عبارة عن شاحنة مزودة بأجهزة لرصد الملوثات الغازية في الهواء المحيط بقرية المعامير ومن ثم إرسال المعلومات إلى المركز الرئيسي بإدارة التقويم والتخطيط البيئي بالهيئة التي تصدر بدورها تقريرا شهريا عن التجاوزات التي حدثت خلال كل شهر، وفي حين تثبت التقارير الصادرة من هذه الوحدة وجود تجاوزات متفاوتة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكبريت وبعض المركبات الكيماوية بشكل مستمر وعلى مدار العام إلا أن الجهات المسئولة سواء في الدولة أو في هذه المصانع لم تقم بأي شيء يذكر للحد من انبعاث هذه الغازات السامة ولذلك أطلق “بيئيو المعامير” شعارا لهذا الاحتفال هو “إلى متى” يتم تجاهل شكاوى المواطنين وتقارير المختبرات؟

فهل استطاع بيئيو المعامير إيصال رسالتهم للمجتمع بشكل حضاري؟ لا شك لدي في ذلك.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً