بدا العدو الإسرائيلي هذه الأيام كأنه حمل وديع في مواجهة «الجبروت» الفلسطيني في قطاع غزة، إذ زعمت الحكومة الإسرائيلية المصغرة (المعنية بالأمن) أنها أرجأت هجوما واسع النطاق على القطاع بحجة أنها تريد إعطاء فرصة لجهود التهدئة التي تقودها مصر. وفي الواقع ترمي «إسرائيل» إلى مآرب أخرى من وراء هذا القرار... فهي تريد إفشال جهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي ترعاها مصر أيضا ولذلك تهدف تل أبيب إلى إرباك الساحة وإضاعة الوقت وتفويت فرصة إنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط خلال العام الجاري، علاوة على ذلك يرمي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للتغطية على فضيحته المتمثلة في تسلم رشوة.
بيد أن الهدف الرئيسي من إرجاء القضاء على «حماس» هو انشغال القاهرة بجهود الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع جلعاد شاليط في إطار تهدئة هشة ومن دون مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وخصوصا بعد أن وصلت رسالة من شاليط إلى حكومته يدعو فيها إلى التهدئة، وأنها إذا اقتحمت القطاع فإن حياته ستكون معرضة لخطر.
لقد خدمت عملية أسر شاليط حكومة حماس طوال العام الماضي أكثر من أي شيء آخر. فلولا وجود هذا الجندي الصهيوني في قبضة الفلسطينيين لحرقت «إسرائيل» القطاع بقضه وقضيضه ولحرم هذا الجيب من الوطن الفلسطيني من الكهرباء والماء وحتى الهواء إلى الأبد.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ