كشفت وزارة الداخلية في تصريح خاص لـ «الوسط» عن تنظيمها حملات يومية مكثفة للقضاء على الغربان في مختلف مناطق البحرين، وذلك من خلال توفير فريق مختص لمتابعة تلك الحملات بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن أشهر الصيف هي موسم تكاثر طيور الغربان بأعداد كبيرة نظرا إلى توافر البيئة المساعدة لها، ولذلك كثرت شكاوى المواطنين خلال الفترة القليلة الماضية.
الوسط - صادق الحلواجي
كشفت وزارة الداخلية في تصريح خاص لـ «الوسط» عن تنظيمها حملات مكثفة للقضاء على الغربان في مختلف مناطق البحرين بشكل يومي، وذلك من خلال تجهيز فريق مختص لمتابعة تلك الحملات بالتعاون مع الهيئة العامّة لحماية البيئة والحياة الفطرية.
وذكرت وزارة الداخلية أنّ الفريق الموكل بعمليات قنص طيور الغربان كثف زياراته خلال الأيام القليلة الماضية إلى عدد من المزارع العامّة والخاصة، وكذلك السواحل في مختلف مناطق البحرين وخصوصا في منطقة الحزام الأخضر على خط شارع البديع، إذ تم التخلّص من أعداد كبيرة منها بعد تعاون ملحوظ من قبل أصحاب المزارع.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أنّ أشهر الصيف هي موسم تكاثر طيور الغربان بأعداد كبيرة نظرا لتوافر البيئة المساعدة لها، ولذلك كثرت شكاوى المواطنين خلال الفترة القليلة الماضية. مؤكدة إمكانية تعاونها مع كلّ المواطنين حال استدعت الحاجة إلى ذلك.
جاء ذلك عقب ورود شكاوى كثيرة من المواطنين الذين تضرروا من أسراب الغربان المنتشرة بشكل كثيف في بعض المناطق خلال الفترة القليلة الماضية، إذ فوجئ خلال الأسبوع الماضي طلبة مدرسة أسماء ذات النطاقين الابتدائية الإعدادية للبنات صباحا بهجوم مباغت كثيف لأسراب الغربان، الذين انتشروا بشكل كثيف على مختلف مباني وساحات المدرسة حتى وقت متأخر من الظهيرة. بالإضافة إلى مهاجمتها لعدد من الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم في قرية الدراز بالقرب من ساحل أبو صبح الأسبوع الماضي أيضا. وتسببها في تحويل برك السباحة في المنازل والمزارع إلى مستنقعات مليئة ببقايا أشلاء الطيور الصغيرة والقطط الميتة.
وكان رئيس قسم الطيور في الهيئة العامّة لحماية الحياة الفطرية عيسى فرج أكّد في تصريح سابق لـ «الوسط» أنّ الهيئة وبالتعاون مع قسم الخيالة في وزارة الداخلية ينفذون حملات مكثفة لملاحقة الطيورالمؤذية التي على رأسها «الغربان، وكذلك الكلاب الضالة في مختلف مناطق البحرين بصورة يومية.
وقال فرج: « إنّ الهيئة بدأت في تنظيم الحملات قبل ثلاثة أعوام، وأنها توصلت إلى نتائج إيجابية ملموسة إثرها»، منوها إلى أنّ «الشكاوى الواردة من المواطنين خلال الأعوام الماضية المتضررة من الغربان والكلاب الضالة انخفضت كثيرا وأصبحت محدودة جدا».
وأشار فرج إلى أنّ «قسم الخيالة في وزارة الداخلية يهتم حاليا بتمشيط منطقة ساحل أبو صبح والمزارع المحيطة على خط شارع البديع لرصد الغربان فيها. إذ تمكنوا من خفض أعداد الغربان في منطقة ساحل أبو صبح بدرجة ملحوظة عما كانت عليه خلال أشهر قليلة ماضية». منوها إلى أنّ «خفض أعداد الغربان عند ساحل أبو صبح والمزارع المحيطة على خط شارع البديع، يسهم بالتالي في خفض أعدادها في المناطق السكنية».
ويُرجّح البيئيون أنْ تكون طيور الغربان الوافدة قدمت إلى موانئ البحرين عبر ملاحقتها للسفن القادمة من مناطق أخرى. ومع تزايد أعداد الغربان السود توصلت لجنة مشكلة من إدارة حماية البيئة والحياة والفطرية ووزارة الداخلية إلى أنّ الحل هو تخصيص رماة محترفين لاقتناص الغربان. وبدأت حملة اصطياد الغربان وسط ترقب الأهالي وأملهم في أنْ يثمر الحل في إنهاء معاناتهم، خصوصا وأنّ أعدادا كبيرة من الطيور التي كانت متوافرة في البحرين أصبحت شبه منقرضة بسبب مهاجمة الغربان لأعشاشها والتهام البيض، والتي على رأسها الطير البحريني المشهور «البلبول».
وتزداد أعداد الغربان في مناطق البحرين خلال فترة قبل ارتفاع الشمس ولاسيما خلال العصر، فالغربان طيور متوسطة الحجم إلى كبيرة تنتشر في جميع أنحاء العالم على اليابسة وتكثر في المناطق المعتدلة وتقل في المناطق الباردة، ومعظمها من الأوابد؛ أي الطيور المقيمة التي لا تهاجر، وقليل منها هو الذي يُهاجر، فضلا عن أنها لصوص ماهرة في اختلاس البيض من أعشاش غيرها من الطيور الأخرى والتهام الفراخ. وهي مختلطة التغذية طعامها الأساسي هو اللحوم على أنّ السواد الأعظم منها يأكل كلّ شيء من الفواكه والخضروات والطيور والحيوانات الصغيرة والسحالي والأسماك والخبز والحشرات والديدان والجيف وغيرها، كما أنها تشرب الماء.
وتنتشر الغربان في المناطق الحارة والمعتدلة والباردة حيث توجد في مناطق الأشجار والمزارع، في المدن والقرى، في الصحاري والقفار والسهول والجبال، والوديان والتلال.
فحيثما طاب لها المقام أقامت واستقرت وهي طيور ذكية جدا، تمتاز بسواد لونها، وقوّة منقارها وساقيها وتبني الغربان أعشاشها الكبيرة من الفروع والأغصان، وتضعها في قمم الأشجار وعلى صخور الجبال، ولها قدرة عالية على الحوم، وتتجمع في أسراب أثناء موسم التزاوج ووضع البيض.
العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ