ما تتناقله الصحافة في الأيام الأخيرة عن الحوادث المرورية أمر يدعو إلى وضع علامات استفهام كثيرة... ولعلّ آخر هذه الحوادث والذي كانت ضحيته طالبتان في المدارس الابتدائية أكثرها ترويعا، وخصوصا عندما نتحدث عن كون الحوادث قريبة من مباني المدارس.
لا يختلف اثنان - والله العالم - على أن ارتفاع عدد الشباب الذين يحملون رخص السياقة كان سببا في ارتفاع عدد الحوادث المرورية، وما يعزز هذا القول كون العدد الأكبر من ضحايا الحوادث من فئة الشباب. ولن نتحدث عن التهور في الشوارع، وعن منطقتنا تحديدا، كُتِبَ علَيَّ ألا يغفو لي جفن حتى ساعة قريبة من الفجر، وفي كل ليلة نسمع أصوات محركات سيارات الخردة على الشارع الرئيسي القريب من المنزل وكأن بعض الشباب يستغل هذا الوقت لخلو الشارع من السيارات لتنظيم سباقات سرعة.
بالنسبة لي، ولكثيرين، فإن هذا لا يهم كثيرا وخصوصا إذا خرج التائهون في أوقات الليل الألْيَل لوحدهم وليحكموا على أرواحهم لوحدهم، ولكن المسألة التي بدأت تؤرق أولياء الأمور هي ارتفاع محصلة ضحايا الحوادث المرورية من طلبة المدارس، وهنا لابد من الوقوف للحظات...
لا أعتقد أن أحدا من أولياء الأمور يرغب في رؤية فلذة كبده يتعرض لحادث مرور لا سمح الله، ولكن بعضهم يوقف فلذة كبده في الشارع المقابل للمدرسة ليضطر الطالب إلى تجاوز شارع لوحده، لأن الوالد المستعجل تأخر عن العمل ولا يريد أن يتعب سيارته للدوران العكسي مرتين! وإذا وقع المحظور ماذا سيكون رد الوالد، هل سيقول قضاء وقدرا! وهناك أولياء أمور يوصلون أبناءهم إلى بوابة المدرسة وينزلونهم قبالة الشارع ويتركونهم يعبرون شارع إلى المدرسة لوحدهم، ولا ينتظرون حتى يصل الطالب إلى البوابة بحجة التأخر عن العمل! وكم سيتأخر ولي الأمر عن العمل لو تجشم عناء النزول من السيارة وأخذ بيد ابنه إلى المدرسة وأدخله سالما.
وهناك مسألة أخرى لا تقل أهمية عما ذُكر أعلاه، فهل من الصعوبة أن تخصص وزارة التربية والتعليم حراس أمن إلى المدارس للتأكد من عبور الطلبة إلى المدرسة بأمن وأمان ويعملون في الوقت نفسه على تنظيم حركة المرور قبالة المدرسة لكي ينجو الطلبة من بعض السواق المتهورين...
إن ما جرى في الأيام الماضية من حوادث مرورية هو ناقوس يدق فينة ويختفي أخرى، ليذكِّر بأهمية الحفاظ على أرواح الطلبة.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ