العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ

حرب العراق و«النفاق» الأميركي أجّجا مشاعر العداء للولايات المتحدة

رأى نواب أميركيون في تقرير الأربعاء أن مشاعر العداء للولايات المتحدة بلغت إلى أعلى مستوياتها بسبب السياسات الأميركية الخارجية مثل الحرب على العراق و»نفاق» أميركا بشأن الالتزام بمبادئها الديمقراطية.

وأظهر تقرير للجنة في مجلس النواب يستند إلى إفادة خبراء وبيانات من استطلاعات للرأي أن نسبة الرضا عن الولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوى لها في العالم منذ العام 2002، وخاصة في الدول الإسلامية وأميركا اللاتينية.

وقال التقرير إن المشكلة سببها ليس رفض الثقافة والمبادئ والسلطة الأميركية بل السياسات الأميركية مثل دعم الأنظمة الاستبدادية وفي الوقت ذاته الدعوة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون.

وقال رئيس اللجنة الفرعية للمنظمات الدولية وحقوق الإنسان بيل ديلاهنت «لا ينظر الى قوتنا الفعلية على أنها مصدر راحة بل تهديد، وليس على أنها ضمانة للاستقرار والنظام، بل مصدر للتهديد والعنف والتعذيب».

وأضاف «قوضنا ما حدده (الرئيس الأميركي السابق يوليسيس) غرانت بأنه أكبر مصدر لقوتنا الدولية وهو سمعتنا لما وصفه بالضمير أو ما يمكن أن اسميه (القوة الأخلاقية)».

ويقول التقرير إن السبب في انخفاض شعبية الولايات المتحدة يعود إلى ما وصفه بسياسات معينة وخاصة الحرب على العراق ودعم الحكومات الاستبدادية والسياسة التي تعتبر منحازة إلى جانب (إسرائيل) في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني و»تعذيب وإساءة معاملة السجناء» في انتهاك للمعاهدات الدولية.

وجاء في التقرير إن «خيبة الأمل والمرارة» انبثقت عن الاعتقاد بأن «الحكومات الأميركية المتعاقبة تجاهلت» القيم التي تفخر بها الولايات المتحدة «حسب رغبتها» وبما يتناسب مع مصالحها الأمنية والاقتصادية.

وأضافت اللجنة أن الأحادية وخاصة فيما يتعلق بقرارات شن عمليات عسكرية، تسببت في «الغضب والخوف من التعرض لهجوم وهذا ما تسبب في تحول الاختلافات مع السياسة الأميركية إلى مشاعر واسعة وعميقة من المعادة لأميركا».

وساعدت هذه العوامل إضافة إلى مسائل تتعلق بالتأشيرات والهجرة على خلق «اعتقاد متزايد في العالم الإسلامي بأن الولايات المتحدة تستخدم (الحرب على الإرهاب) غطاء لمحاولاتها تدمير الإسلام».

وأعرب النائب الجمهوري دانا روهراباشير العضو في اللجنة عن رأي مخالف للتقرير، وقال أمام لجنة استماع في واشنطن حيث نشرت الوثيقة «لا أعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاعتذار» عن أفعالها.

وأضاف أن أخطاء ارتكبت في «الحرب على الإرهاب» وخصوصا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، إلا أنه قال إنه على الولايات المتحدة ألا تستند في سياساتها الخارجية إلى استطلاعات الرأي ولكن «على ما هو صواب».

كما شكك في أرقام استطلاعات الرأي وتحدث عن معاداة الولايات المتحدة في أوروبا، مشيرا إلى أن الناخبين في فرنسا وألمانيا وأجزاء من أوروبا الشرقية انتخبوا أخيرا حكومات موالية للولايات المتحدة.

وقال «أعتقد أن هناك عددا كبيرا من الناس في أنحاء العالم يدركون أن أميركا هي القوة، والقوة الوحيدة التي ستحمي الشرفاء في العالم من التطرف الإسلامي والشيوعيين والنازيين (...) والحمد لله إننا مازلنا مستعدين للقيام بذلك».

وأكد أن التقرير «لا يهدف بأي طريقة إلى تقديم اعتذار، بل يتعلق بأمننا القومي». وأضاف أنه يعد أول خطوة في تحديد كيفية «كسب القلوب والعقول حتى يكسب الجميع».

واستمعت اللجنة الفرعية في الاجتماع كذلك إلى إفادات ضرورية لتقريرها المقبل بشأن تأثير تدهور سمعة الولايات المتحدة على السياسة الخارجية.

وقال مدير الأبحاث في مركز العلاقات عبر الأطلسي في جامعة هوبكيز ايسثر بريمر إنه بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أبدت الدول الأوروبية حرصا على مساعدة الولايات المتحدة بما في ذلك في أفغانستان.

إلا أنها أكدت أن «غزو العراق أثر كثيرا» على دعمها، وساهم فتور العلاقات في فشل واشنطن في حصول مقدونيا على عضوية حلف شمال الأطلسي، وقوض دورها في إصلاح آليات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً