يقول المثل إن أفضل حداد يطرق إصبعه أحيانا!... وربما ينطبق هذا المثل أيضا على زعيم الكوميديا في الوطن العربي الفنان القدير عادل إمام، الذي شهدت أعماله خلال الأشهر القليلة الماضية انتقادات كثيرة، إذ اتهم بأنه كثيرا ما يلجأ في أعماله إلى الابتذال واستخدام الإيحاءات الجنسية حتى ينتزع من الجمهور الضحكة.

فبعد عرض مسرحيته «بودي جارد» في البحرين وقطر والإمارات وحاليا في سورية، هاجم النقاد وحتى الجمهور «زعيم الكوميديا»، واتهموه بأنه بات يستفز الجمهور من خلال أدائه على المسرح، وخصوصا من خلال الألفاظ البذيئة التي يقذفها في وجه الجمهور بقصد الدعابة، وأيضا إكثاره من الإيحاءات الجنسية في ظل وجود أطفال ومراهقين يتابعون أداءه. فهل تعني الانتقادات بأن الزعيم هزم ولم يعد لديه جديد يقدمه؟!

من وجهة نظري الشخصية التي ربما يتفق الكثيرون معي فيها أو يخالفني فيها الكثيرون أيضا، نعم لقد فشل «الزعيم»، فإلى متى سيستمر في الإسفاف والابتذال وتعمد التلفظ بكلمات غير أخلاقية حتى ينتزع منا الضحكة؟! بل وسنظل نحن نتقبل ذلك بحكم أنه «زعيم الكوميديا» في الوطن العربي.

أنا شخصيا أعتقد ومع احترامي للزعيم وفنه، أن أعماله الأخيرة التي جاءنا بها خلال السنوات الخمس أو العشر الماضية، هي سلسلة أفلام «إباحية»، حتى وإن كان يريد منها أن يوصل إلى الجمهور فكرة، لكنه بات يكثر من استخدام «الجنس» والكلمات غير الأخلاقية في أفلامه بحيث باتت تطغى على الموضوع الأساسي للفيلم، وخذ على سبيل المثال فيلم «التجربة الدنماركية».

أعتقد أن ما قدمه الزعيم من أعمال سابقة كانت مضحكة وفي الوقت نفسه كانت إباحيته وإن وجدت قليلة، لا تطغي على الفكرة الأساسية، أما الآن فالإباحية هي السائدة، وأعتقد أن الناس ملوا ابتذاله، فهم يعتقدون - وأنا من بينهم - أن الزعيم كان يستهزئ بنا ويقول لنا من خلال ما يقدمه «أنتم لا تهتمون سوى بالمشاهد الإباحية والهايفة، وأنا أقدمها لكم لأكسب من وراء هيافتكم ملايين الجنيهات»... أعتقد أن كل فلس أو مليم يدفع ويعتبر أنه نجاح لمثل تلك الأفلام في شباك التذاكر، ما هو إلا دليل أو مقياس على مدى التفاهة التي وصلنا إليها في مستوى التفكير وليس على مدى نجاح الفيلم... فهل سيتعظ الزعيم ويغيِّر أسلوبه، أم سنضطر إلى مقاطعته؟!