إيران دولة مهمّة في المنطقة، لها مصالح، ولها سياسة، ولها أهدافٌ وتطلعاتٌ للعب دور بالمنطقة،أعجبنا ذلك أم لا. هذه هي النقطة الأولى.
لا يمكننا كعربٍ أنْ نحاسب إيران على ذلك، فالخطأ خطأنا إذا لم يكن لنا دورٌ، ولا سياسة مستقلة، ولا أهدافٌ ولا تطلعات.
وإذا كانت الأمور بكلّ هذا الوضوح، فلماذا لا تسمّون إيران باسمها، وتلجأون إلى استعارة خجولة من التاريخ، لمداراة عجزكم وهوانكم على الناس؟ لماذا تتكلمون عن «الصفوية» وبإمكانكم أنْ تتكلّموا مباشرة عن أخطاء، أو أطماع إيران؟
الصفويون بالمناسبة، ليسوا فرسا، وإنما هم قبائل من التركمان، كان جدّهم الأكبر (صفي الدين) من مشايخ المتصوّفة، ودخل أحفاده التاريخ من بوابة السياسة، حين أقاموا دولة استمرت لأكثر من قرنين. خطيئة هذه الدولة أنها تبنّت مذهبا إسلاميا لم يكن مرضيا عنه عبر التاريخ. إلى هنا يجب أنْ تنتهي القصة؛ لأنّه لم يبق من أثرٍ لتلك السلالة الحاكمة في إيران اليوم.
قبل ثلاثة أعوام، كنْتُ في زيارةٍ سياحيةٍ إلى إيران، وجاءتْ إحدى القريبات يوما تحمل طقم مائدة شاي (استكانات)، عليها صورة للشاه عبّاس. لقد أصبح أحد أبطال تلك الدولة مجرد رسمة على استكانة شاي، بينما يتكلّم بعض الكتّاب العرب عنه وكأنه مازال يحكم إيران!
قصدتُ طبيب الأسنان، واستغللت الفرصة لأسأله بالإنجليزية: ماذا تعرف عن الصفويين؟ فقال وكأنما يستجمع قصة قديمة: «هم الذين حوّلوا إيران إلى مذهب آل البيت»، وسكت. سألتُ الممرضة فلم تجبني بشيء. إذا كان هذا هو حضور «الصفويين» عند أبناء الطبقة الوسطى التي تلقت علومها في مدارس الدولة الإيرانية، فماذا تبقى منهم في إيران؟
الإيرانيون لو سمعوا بعض مثقفينا وكتّابنا يتحدّثون عن الصفويين لماتوا من الضحك! تخيّلوا لو أننا نادينا على أحد الأخوة المصريين في الشارع: يا مملوكي؟ أو يا أيوبي؟ فهو إمّا أنْ ينظر إلينا باستغراب ويُواصل طريقه في استهجان، وإمّا أنْ يموت علينا من الضحك! هذا هو حالنا مع الإيرانيين. بين كلمةٍ وأخرى قلنا: الصفوية والصفويين. تكلّموا مباشرة عن السياسة الإيرانية، والخطر الإيراني، والأطماع الإيرانية إنْ شئتم، ولكن دعوا عنكم كلام الجهال والعاجزين.
هذه العلكة (الصفوية) التي أنتجتها مصانع الإعلام العربي الذي فشل في الدفاع عن قضاياه الكبرى، إنما تدلّ على العجز والسطحية الثقافية والإفلاس. واليوم عندما تكتب رأيك في الشأن المحلي أو العربي، ما أسهل أنْ تتهم بالصفوية، فقد أصبحت هذه العلكة جاهزة للصق، والويل لمن يكتب ضد طأفنة الخلافات السياسية، أو يُخالف التوجهات السائدة للإعلام المأزوم الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، بل أصبح أداة فاعلة لتقسيم الشعوب العربية على أسس مذهبية وعرقية وقبلية، مع استعداء شعوب عربية كاملة، وإلحاقها بالركب «الصفوي» المزعوم، وهي خطوةٌ تدل على الحماقة والغباء.
إيران دولة لها سياستها ومصالحها وأهدافها، والخطأ خطأ العرب عندما يعيشون بلا سياسة ولا أهداف. ولوك كلمة «الصفوية» بهذه الصورة المكشوفة، إنّما هو فعل العاجز أو الجاهل والجبان. من هنا أربأ حتى بالقرّاء الكرام، من أنْ يقعوا ضحايا عملية الاستغباء والاستحمار التي يمارسها عليهم الإعلام المتخصص في غسل الدماغ.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ
من امة لا اله الا الله
الامة العربية خير امة اخرج للناس و نحن لنا اهداف و تطلعات افضل من اهداف اية دولة اخرى اهداف تطوير و ليست تخريب مثل ماتعمل ايران و الدول العربية لها سيادة على باقي الدول اكبر من سيادة ايران و لا ارضى بناطق غير عربي الاصل يتكلم عن امة لا اله الا الله امة التوحيد ليس للتفريق بين العربي و الاجنبي لان لافرق عربي عن اعجمي الا بالتقوى و لاكن لانه غير غيور على بلادة و عروبية و يكون متحيز لمرجعة الاصلي ( اللهم انصر امة محمد صلى الله عليه و سلم و اجعل من اراد لهم سواء ان ترد كيده في نحره )