العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ

لليل الغريبة

لليل الغريبة في ورْدها...

لهذا الزمان المليء بيأس

نذودُ عن الصعْب فينا...

عن الخوفِ من أمس مستعجلا...

عن «الغيْب» في صُورَةِ «المَاثلينَ»

ندَافعُ عَنا...

عن الذاتِ في مَرْمَرِ الرُّوح

وعن مُوشّحنا في البُكاء المُقيم...

عن امرأةٍ حُرّةٍ في اختيار المَرَايَا

ومكياجها السَاذج الصَعْب...

عن الأهل في حُزنهم...

وعن فروسيّة مُدّعاة...

أما كان أجدى بأن نتركَ

الليل حرّا من القيد فينا؟

أما كان أجدى بأن ندعَ الطيرَ

يُعيدُ لنا حِفنة من فضاءٍ

هوى في مَهَبّ المكان؟

نُعيدُ الى المعْدن الصعْبِ أسْمَاءَهُ

في الكلام عن الحُبّ

وأندلسٍ شائعهْ...

وعن قمر شارد وعن طفلةٍ رائعهْ...

وعن آدمٍ في ابتداء الغواية

عن جنةٍ ضائعهْ ...

فيا أيها الفاتحون اتركوا شرفة

لكولومبس الدمِّ...

لشامٍ نأى في الحصار...

لأزرقَ لم ينتظرْ

خيل أحفاده كي تجئ...

وما كانت الروح في روحه فارعهْ...

لهذا الخراب ابتداءٌ...

لهذا الصعود انتهاءٌ...

وللسهل بعضٌ من الصعْب فينا

يُعدُّ الأساطير في حيّز مبْهمٍ ...

وفينا من العشب رحبٌ...

وفينا الطبيعة تمضي الى بيتها

الى دَرَجِ الليل

حيث القليلُ من الحب يكفي...

فيا سيّدَ الخيل كنْ عادلا

في الرحيل الى عشبنا المرّ

كنْ عادلا في اتخاذ المراعي

مجازا الى يأسنا...

نُعيدُ امتهان الصعود

الى « الأبيض المتوسطِ» في الروح...

نقول كلاما شبيها بنا

في انتهاء الكلام...

نربّي الحنينَ وسوْسنة

واكتمالَ الأقلّ من الوقت...

نربّي الغريب اذا شحّتِ الأرضُ والحضنُ...

نُقيمُ له إخوة ... ونبتدعُ الأمَّ...

نقيمُ له جدَّة

تفيض بنهر من الذكريات

ونهر من الأغنيات...

لليل الغريبة نبْضٌ من الأقحوان

براءةُ نهر يحدّقُ في المذبحهْ...

وصمتٌ هنالك ما أفصحَهْ...

سنبني من الوقت سقفَ الصهيل

وعُشا من الزرقة المنتقاة

وليلا يعربد ما أوْضحَهْ...

كأنَّ البحيرة منديلنا المصطفى

ليرتفعَ النخلُ أعلى

وأعلى من النبْع فينا...

تركنا المكانَ الجميلَ المعلّقَ

في الروح نهبا لأخطائنا المنتقاةِ

فيا أيها النايُ

خلِّ الوصولَ الى الحقل سهلا

وخلِّ الدليلَ الى القصب الرحْبِ صعبا

لنفهمَ سرَّ العلاقةِ

بين الزوال وبين اليمام...

لشعبيَ منفى وكهفٌ...

لشعبيَ عرشٌ ... لشعبيَ نعشٌ...

لشعبيَ نحلٌ يقيم موائده

في الزوال وفي العسل المحْض...

لشعبيَ «ريحٌ» و «حورٌ» و «روحٌ»...

وما أذن الله من عبث

العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً