استوقفتني كلمات المعلّق الإماراتي المشهور في قناة الجزيرة الرياضية علي سعيد الكعبي وهو يعلّق أمس الأول على لقاء هولندا وإيطاليا في المجموعة الثالثة من بطولة كأس أمم أوروبا، وهو يستعرض مشكلة هدّاف المنتخب الهولندي وريال مدريد الإسباني رود فان نيستلروي والمدرب الحالي للمنتخب الهولندي فان باستن قبل أشهر، من أن المدرب الذكي وهو اللاعب الفنان السابق عرف يقدم مصلحة البلد على المصالح الشخصية، بعد مشاكل مستمرة بينه وبين اللاعب منذ بطولة كأس العالم 2006، وبعدها لم يتم استدعاء نيستلروي حتى تم التصالح بينهما من أجل مصلحة المنتخب.
على العكس من ذلك، ففي ملاعبنا يختلف الأمر، إذ تتقدّم المصالح الشخصية للمدرّبين المستقدمين للمنتخب، وحتى لدى بعض المدرّبين الوطنيين، وهذا ما يحدث في مشكلات الكثير من اللاعبين ومنهم محمد حبيل وراشد الدوسري وغيرهما مع مدرّب المنتخب الحالي التشيكي ماتشالا، على رغم حاجة المنتخب لخدماتهما وهما اللذان كانا يقدمان مستويات كبيرة مع المنتخب، ومازالا يقدمانها مع فرقهما، إلا أن الخلافات المعروفة للجميع لا تزال تطفو على السطح من دون أن يتدخل أحد في حلها، حتى من جانب المدرّب ماتشالا الذي كان عليه أن يقدم مصلحة المنتخب على مصالحه وخلافاته الشخصية مع أيّ لاعب، كما حصل مع المنتخب الهولندي.
فائدة أخرى قدمها اللقاء الأقوى حتى الآنَ في بطولة أوروبا، وهو التقبل الكامل لقرارات الحكّام مهما تكن فحواها، وهذا ما حدث في هدف هولندا الأوّل الذي جاء من تسلل واضح لنيستلروي، لكن المستفاد من ذلك عدم إبداء أيّ نوع من الاحتجاج من قبل لاعبي المنتخب الإيطالي على حكم اللقاء السويدي، وهذا دليل على الفكر الكروي العالي الذي يتمتع به اللاعب الأوروبي بالمقارنة مع اللاعب العربي. إذا كانت هذه مباراة واحدة تمكنا من استخلاص الكثير من العبر والفوائد التي يجب على لاعبينا ومدربين الاستفادة منها بشكل كبير، وتغليب مصلحة البلد على المصالح الشخصية، وتقبل قرارات الحكّام مهما تكن.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ