علمت «الوسط» من مصدر مطلّع ضمن الوفد الإيراني المشارك في مؤتمر الحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، أن اجتماعا ثانيا تم عقده مساء أمس، جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس الإيراني السابق على أكبر هاشمي رفسنجاني، لمناقشة قضايا فلسطين ولبنان والعراق، وبحثا سبل تفعيل مبادرتهما المشتركة لحل مشاكل المنطقة عبر تشكيل عدد من اللجان المشتركة.
وأضاف المصدر أن رفسنجاني زار الأحد الماضي منطقة فدك، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمسئول إيراني رفيع، واطلع فيها على المعالم التاريخية المعروفة بآثار فاطمة، وما يسمى ببستان فاطمة، وحرص على شرب الماء من أحد آبار العيون السبعة فيها. وفدك كانت منطقة خاضعة لليهود، ولكنهم استسلموا دون حرب في العام الهجري السابع، فأصبحت للرسول الذي وهبها لابنته فاطمة، وأصبحت مدار جدل بسبب ما أثير حولها من خلافات بدءا من فترة الخلفاء الراشدين مرورا بالأمويين والعباسيين، الذين اختلفت مواقفهم بين ردّها على ورثة فاطمة أو الاستئثار بها. وهي تقع على بعد 300 كم من المدينة على طريق خيبر، وارتبطت بالسياسة العليا للدولة الإسلامية منذ عهودها الأولى، وتعرف حاليا بقرية «الحائط».
إلى ذلك، اجتمع رفسنجاني بأفراد المجتمع الحسني من شيعة المدينة المنورة، الذين يرأسهم آية الله العمري، وفي اللقاء تحدّث ابن الشيخ العمري عما تمثله كل من السعودية وإيران من جناحين للعالم الإسلامي، ووجه الشكر للعاهل السعودي على دعوته للحوار.
وفي صباح أمس (الثلثاء)، أخذ الوفد المكون من خمسين شخصا، في جولة سياحية إلى مدينة أبها، حيث زار المدينة التراثية، وشاهد رقصة «العرضة» الحربية.
وأرجع رفسنجاني الفضل فيما تحقق إلى تعاونه الحثيث مع الملك عبدالله منذ سبع سنوات، ما سهّل اللقاء مع شيعة المدينة، فضلا عن زيارة الوفد الإيراني مقبرة البقيع نساء ورجالا، ولمدة ثلاثة أيام، بمعيّة رفسنجاني، الذي كانت استجابة الملك السعودي لطلبه واضحة، حيث تم تسهيلها وفق تعليمات يومية صادرة من الملك نفسه، حسب المصدر المطلع.
العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ