لقد تطورت صناعة الإعلام اليوم... هذا ما خبرتنا به عجلة الزمن، إذ أصبح كل شيء بكبسة زر متوافر أمام المتلقي ليختار ما يشاء من القنوات الفضائية كما هو الحال لأدوات هذه الصناعة التي أصبحت متداولة بسبب تطور التقنية الرقمية في عالم «الديجيتال» التي بدورها تصنع الصورة الجميلة لألوان الشاشة مكملة بعضها بعضا في أسلوب العرض وديكور غير متكلف.

هذه العوامل بالطبع دفعت إلى ظهور مدرسة جديدة في صنع البرامج التلفزيونية وما قد تنجزه عدسات الديجتال من معجزات.

ولعل ما يعرف حاليا بـ «تلفزيون الواقع» الذي انطلقت منه برامج كثيرة نجحت في بداياتها، وقل الاهتمام بها بعد تكرارها في مواسم أخرى مثل ستار أكاديمي والرابح الأكبر وغيرها ومنها من لم يكتب له الاستمرار مثل «الأخ الأكبر» هي نماذج إلى ما وصلت إليه تقنية الإعلام التي تستمد مواد برامجها من حياة الناس في مواقع مختلفة ايجابيا او سلبيا.

في خضم هذا كله فإننا نرى تلفزيون البحرين مازالت مواكبته للتجديد متواضعة مقارنة بالفضائيات الأخرى رغم أننا نلمس بعض التغييرات الجديدة.

فعندما تسأل البحريني عما يعجبه من برامج تلفزيون البحرين فالإجابة تكون «أشاهده إذ أردت معرفة الإجازات الرسمية أو حدث محلي معين اما عدا ذلك فلا أتابعه»... وآخرون يقولون انهم قطعا لا يشاهدون تلفزيون البحرين لان برامجه مملة ومكررة بما فيها القناة الرياضية.

احد الإعلاميين في هذا السياق قال لي ضاحكا في مناسبة سابقة «ربما لو وجهت كاميرات تلفزيون البحرين داخل مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون وشاهدنا واقع العاملين فإن ذلك بكل تأكيد سينقلهم من واقع الملل والإحباط إلى واقع أكثر إبداعا... وبالتالي سيجذب المشاهد البحريني ويعيد ثقته بتلفزيونه لأنه سيكون أفضل «شو»... وأفضل طريقة لخلق حافز التطوير داخل الهيئة فلربما هناك إبداع مدفون لكن ما من مجيب».

ونحن بدورنا نثمن جهود وزير الإعلام جهاد بوكمال الحالية في أكثر من جانب لقطاعات الإعلام إلا إننا نأمل أن يفتح باب تطوير الإعلام المرئي داخل الهيئة وإشراك أهل الاختصاص والجيل الصاعد من الإعلاميين في المساهمة في هذا التطوير الذي ننتظره جميعا.