العدد 2104 - الإثنين 09 يونيو 2008م الموافق 04 جمادى الآخرة 1429هـ

معارك مدونة اليوسف

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

حين تحدثت في أكثر من مؤلف ومقال عن أهمية ما تحتويه تلك المنتديات الإلكترونية والمدونات على شبكة الإنترنت من حوارات ومقالات وتجاذبات كنت أضع في ذهني حقيقة قارة خالفني فيها الكثيرون، وهي أنه على رغم أن الكثير من تلك الحوارات والمقالات والتعليقات تبدو في ظاهرها فضاء فارغا لا دلالة له، فإنها في الوقت نفسه، وفي أكثر من موقع ومكان، تمثل ذلك الحوار الذي لا تستطيع المجالس النيابية أو الصحافة أن تخوض فيه بالنقد والتحليل. وهي أيضا، تعطينا ما يعتقده الكثير من البحرينيين الذين لا يجدون ذلك الفضاء الذي يستطيعون التحدث فيه بحرية. وهي أخيرا، الفضاء الذي - يجده البعض آمنا - لكتابة ما لا يستطيعون قوله على مسمع الناس.

مدونة البلوغر البحريني محمود اليوسف - التي تزدحم بالزائرين المؤيدين والمعارضين لما يطرحه اليوسف من موضوعات وآراء - تمثل إحدى تلك الفضاءات التي تستطيع أن تخلق حوارات معمقة وساخنة يفوق سقفها ما تستطيع صحافتنا المحلية أن تتحمله، والأهم من ذلك، أنها تحتوي على آراء كانت في السابق مستترة أو غير معلنة لفئة اجتماعية لا تبدو القضايا السياسية المباشرة همها الأول أو حتى الأخير.

وإذا كان موقع «ملتقى البحرين» يمثل البعبع الذي يخشى الصحافيون من سطوة تعليقات المشاركين فيه، فإن في الفضاء الإنترنتي في البحرين عوالم أخرى يجب على الصحافيين وغير الصحافيين من السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان اكتشافها والتنبه لما تعرضه من قضايا ومعلومات وقراءات وطرق تحليل مبتكرة.

لقد أصبحت مدونات البحرينيين العربية والإنجليزية على حد سواء، شريكا جديدا في فهم العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. قبل أيام، اطلعت على حوار طويل احتضنته مدونة البلوغر محمود اليوسف عن موضوع اقتصادي صرف، لقد أسهب المشاركون في التعليقات، والرد على التعليقات التي كان بعضها ساخنا إلى درجة الغليان، لكن ذلك كله - على رغم سخونة المواقف وتضاربها - كان ذلك الحوار بكل المقاييس حوارا مهما وكان لكل طرف منهم وجهة نظره التي تمسك بها حتى الرمق الأخير

لا تمثل صفحات «بحرين اونلاين» - على رغم قسوة بعضها وخروجها عن المسئولية الأخلاقية - / مدونة البلوغر محمود اليوسف/ صفحات الفايس بوك، إلا نماذج من حالات القهر المجتمعي لشريحة كبيرة من البحرينيين الذين لا يريد أحد أن يستمع لشكواهم وآرائهم. وما خلا البقاء في الموضوعات السياسية والطرح السياسي، فإن شريحة أخرى من البحرينيين - خارج هذا «المود» - قد تشكلت عوالمها المجتمعية داخل هذه الشبكة، وهي شريحة لا يقل منتوجها أهمية عما تحتويه المنتديات والمواقع السياسية الكلاسيكية أو حتى المدونات. وهي شريحة ستمتد تأثيراتها أكثر وأكثر، اليوم أو غدا.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2104 - الإثنين 09 يونيو 2008م الموافق 04 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً