تقف أمام إصرار عجيب من الحكومة على تفعيل نظام لا بنية تحتية مهيّأة له في غالبية وزارات الدولة، فضلا عن بقية المؤسسات والشركات الأخرى. وتعجب من حملة الدعاية التي تضم تحت عباءتها - الملونة بأصباغ الإعلانات المبتكرة ذات التكاليف الباهظة - خدمات وخدمات، واعدة الإنجاز بـ «كبسة زر»، فقد مات زمن «الطوابير» والبيروقراطية، إلا أنك تصحو في اليوم الثاني على بيروقراطية أسوأ من أختها، بدءا من الحجز الإلكترونيّ الوهميّ فطابور الانتظار بجهاز المعلومات، وليس انتهاء بالوزارات التي تصدمك بأن عليك أن تحضر مع بطاقة الهوية الورقة المرفقة، فهي البطاقة الحقيقية، وبها كل التفاصيل المهمة!
بطاقة الهوية يحلو للبعض أن يسميها «الغبية»، فهي لا تنطق بنفسها بل تحتاج إلى أجهزة «كشخة» حتى تنبئ بما تختزنه من «بلاوي» وفق توصيف المعارضة. هذه البطاقة الفارغة من أبرز البيانات ستكون خيارا طيبا في صيف ساخن مع التهديدات الإرهابيّة من هيئة الكهرباء بانقطاعات لا تبقي ولا تذر. وقد تنبّأ بعض العرّافين «المُحَوْسَبين» بأن تلك الأجهزة المتقدّمة لن تلبث إلا قليلا حتى تتعطّل، وتصبح عبارة «السيستم عطلان» أو «خربان» يومية ولاسيما في شهري أغسطس وسبتمبر مع الانقطاعات المتكرّرة، وحينها لن تنفع دعاية كبسة رز «Help» فهي تحتاج أصلا إلى «Help»، حقا إنها بطاقة هوية بلا هوية ولا طعم، فأعيدوا لنا بطاقاتنا القديمة الله يخليكم!
العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ