ترى بعض المصادر أن العام 2017 سيكون عام «الصحافة الالكترونية» والسبب هو أنه في ذلك التاريخ ستكون «موارد الصحف من مواقعها الالكترونية تنامت بنسبة 33 في المئة سنويا. وإذا استمرت هذه النسبة كما هي سنويا فإنه من المتوقع أن تتساوى مواردها من «أون لاين» مع مواردها من النسخة المطبوعة».
ويعود تاريخ إطلاق أول صحيفة إلكترونية في الولايات المتحدة إلى العام 1992، عندما أطلقت «شيكاغو تريبيون» نسختها الإلكترونية على الإنترنت. وتوالى بعد ذلك ظهور المواقع الإخبارية والصحافية على الإنترنت، سواء التابعة إلى الصحف والقنوات التليفزيونية أو المواقع الإخبارية المستقلة التي تعد قناة صحافية إلكترونية مستقلة في حد ذاتها.
ومن التجارب العربية السباقة والناجحة على المستوى العربي صحيفة « إيلاف» التي انطلقت في 21 مايو/ أيار من العام 2001 في شكلها الإلكتروني المحض، من دون أن ترفدها أو تسبقها نسخة ورقية. وكما يبدو فإن « إيلاف» وكما يتحدث عنها خلف الخلف تحقق الكثير من النجاحات مقارنة بصحف عربية أخرى لها حضور على الويب، بالإضافة إلى نسخها - أي تلك الصحف - الورقية. فوفقا لخلف «يذكر موقع غوغل أنه أرشف لإيلاف 228,000 مادة بينما أرشف لصحف عربية أخرى أقل من ذلك بكثير، بلغت لصحيفة السفير (مثالا) (75800) وللحياة (8790)».
ثم يمضي خلف متحدثا عن نجاحات إيلاف، ملاحظا تنامي عدد المتصفحين، مقارنا بين العامين 2005 و 2007، مستعينا في ذلك بمؤسسة محايدة هي شركة «urchin» التابعة إلى «غوغل». «ففي العام 2005، بلغ المتوسط الشهري لعدد المتصفحين حوالى (2,400,000) بينما العدد الاجمالي للزوار قارب الـ 29 مليون زائر، وفي العام 2007 كان المتوسط الشهري للمتصفحين 4,1 ملايين متصفح وبلغ عدد المتصفحين الاجمالي ما يقارب 50 مليون متصفح! وذلك يوضح الخط المتنامي لازدياد عدد المتصفحين لإيلاف بنسبة نمو بحدود الـ 73 في المئة سنويا».
هناك ايضا تجربة لصحيفة إلكترونية عربية محضة أخرى هي «بلا فرنسية» (
وللصحافة الإلكترونية الكثير من المزايا مقارنة مع الصحافة المطبوعة. أول تلك المزايا بالنسبة لنا نحن في البلاد العربية، هي قدرتها على تجاوز قيود الرقيب العربي بما تحت سلطته من قوانين وأنظمة ولوائح، يسلطها سيوفا حادة على رقاب أصحاب الكلمة. والمقصود هنا بالمواد العلمية الناضجة المتوافقة وقوانين العلاقات البشرية الراقية، التي لا يقبل بها مقص الرقيب العربي. وثاني تلك المزايا، تجاوزها لمعوقات المكان والزمان فمن يقوم على صناعة الصحافة الإلكترونية هو الذي يملك تحديد أوجه إستخدام الإدوات التي يحتاجها مثل: قنوات التغذية بالمواد، ووتيرة الصدور، وتوقيت نشر المواد ومكانها، هذا إلى جانب القدرة على تحديد المتصفحين ومستوى صلاحيات الإبحار في الموقع ذاته. يضاف إلى ذلك، العنصر الأهم والذي هو الكلفة، ففي وسع الصحيفة الإلكترونية أن تقلص عدد طاقمها الصحافي إلى الحدود الدنيا التي لايمكن أن تسير صحيفة ورقية، مهما كان مستوى إصدارها. إذ يمكن اختزال الكثير من المناصب باستخدام التكنولوجيا، بما في ذلك الإستفادة من الكفاءات المهنية دون الحاجة إلى تغيير مواقع إقامتهم.
لكن ذلك لا يعني أن الصحافة الإلكترونية لاتواجه بعض العقبات المنبثقة عن طبيعتها. ومن أهم هذه العقبات هو نسبة ومدى إنتشار الإنترنت في المجتمع الذي تخاطبه الصحيفة الإلكترنية المعنية، وهي نسبة متدنية في البلاد العربية مقارنة بالدول الأخرى فيما يرى البعض أن «عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية منخفض نسبيا إذ يصل إلى نحو 7,5 في المئة من إجمالي عدد السكان في الشرق الأوسط في حين يصل في بعض المناطق مثل أميركا الشمالية الى 67,4في المئة وأوروبا إلى 35,5 في المئة».
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ