العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ

... أوباما الذي انتصر

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

مال بي منحى التوقع في مقال سابق إلى أن سيدة أميركا الحديدية هيلاري كلينتون تستطيع حسم معركتها مع السيناتور باراك أوباما؛ لتفوز بترشيح الحزب الديمقراطي قبالة العجوز الجمهوري جون ماكين، ولكن السيدة الحديدية خيّبت توقعاتي وتوقعات الكثيرين.

الذي يبدو أكثر أهمية من أن تكون السيدة الحديدية خرجت من هذا الصراع الأعنف في تاريخ الحزب الديمقراطي خالية الوفاض هو أن الذين ارتكزوا على قدرتها في النجاح كانوا يرون أن الوقت لا يبدو مناسبا لاختبار الديمقراطية الأميركية في انتخاب رجل أسود لمنصب الرئاسة. جميع الذين توقعوا نجاح هذه المرأة - وأنا واحد منهم - راهنوا على أن الديمقراطية في أميركا لم تصل إلى أن يكون الشاب الطموح باراك أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، ولكن الذي حدث هو أن الديمقراطية في أميركا استطاعت أن تجتاز هذا الاختبار بنجاح.

نجاح الديمقراطية الأميركية في هذا الاختبار هو بكل المقاييس إضافة جديدة للأمة الأميركية على أكثر من مستوى. وهو على الصعيد الإجرائي أيضا سيجعل من حظوظ باراك أوباما في كسب المعركة النهائية مع الجمهوري ماكين أوفر بكثير.

لا يبدو نجاح أوباما في كسب الجولة الأولى من التحدي الكبير في طريقه للبيت الأبيض طبيعيا، بل هو حدث استثنائي يستحق الوقوف والتحليل، فالأميركيون الذين صوّتوا لباراك أوباما صوّتوا لما هو أكثر من برنامج سياسي تقليدي للحزب الديمقراطي، ذلك أن ما كان يتلفظ به أوباما في برنامجه الانتخابي من شعارات ووعود كان أشبه ما يكون بالتغيير القائم على إحداث تغيير فوضوي، يُريد أوباما من خلاله إعادة ترتيب الأولويات لدى المواطن الأميركي على المستويين الداخلي والخارجي معا.

أوباما الذي بدأ الشق الثاني من معركته الانتخابية بالظهور مدافعا عن “إسرائيل” ومهددا إيران كان يدرك تمام الإدراك أن أهم ما قد يتفوق جون ماكين فيه هو الجانب العسكري وما يتصل بملف الأمن القومي للولايات المتحدة، ومن هذا الباب تحديدا أراد باراك أوباما أن يبدأ، وخلاف أن يستطيع أوباما إقناع الأميركيين أنه الأصلح للحفاظ على أمن أميركا يحتاج هذا المرشح لإقناع نصف تعداد أعضاء حزبه الديمقراطي الذين وقفوا مع هيلاري أن يعودوا لصفه قبالة الجمهوري ماكين، أقصر الطرق لذلك هي أن تكون هيلاري كلينتون نائبته في الترشيح، وخلاف ذلك فإن الحسابات ستكون معقدة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً