جولة قمنا بها في الإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة لإنهاء معاملة حكومية متعلقة بشئون الجوازات. وما لفت الانتباه هناك هو منظر المراجعين في الإدارة وكثرتهم على رغم المكان الصغير الذي هم موجودون فيه، وصبر الموظفين وطول بالهم مع ازدياد الصراخ عليهم.
إن هناك الكثير من الناس يظنون أنّهم بصراخهم يستطيعون أن يضغطوا على موظف الجوازات لإنهاء معاملتهم، ولكنها طريقة قديمة وخاطئة وعقيمة جدا؛ فموظف الجوازات لم يسنّ القوانين ولم يضع قيودا على المواطنين، وما هو إلا مبدع يحاول إنهاء عمله بطريقة ترضيه وترضي الجميع.
لقد أعجبنا منظر موظفي الجوازات وهم يعملون مثل خلية النحل بدقة وإصرار واهتمام بما يقومون به؛ فأي خطأ يقومون به سيجرّهم إلى مشكلات كبيرة وقد تكون قانونية في بعض الأحيان.
ففي هذه الجولة اطّلعنا على الكثير من الأقسام التي تخدم المواطن البحريني وتحفظ له حقه وتنجز عمله بسرعة ومرونة واضحة، وكلها أقسام مكتظة بالمراجعين النهمين على إنهاء معاملاتهم.
وعلى رغم الوقت الطويل الذي استغرقناه لإنهاء المعاملة، فإن اصرار موظفي الجوازات على التقيد بالنظام والقانون شكّل حافزا قويا عندي وعند من هم حولي من المراجعين لتقليد هذا السرب الجميل من خلية النحل في أعمالنا وأشغالنا.
وأعتقد أن هذه الإدارة التي تخدم أكثر من مليون و45 ألف مراجع في السنة، وعشرات الملايين من المسافرين سنويا لهي إدارة أثبتت النجاح بل استمرت فيه واستقرت على عرشه. وهذا كله مستمد من إدارة ناجحة ومبدعة تعطي الموظف حقه، وتحاول جاهدة إرضاء المواطنين وحفظ حقوقهم.
لم نجد هناك موظفين يشربون الشاي أو يتصفحون الصحف، ولم نلتقِ موظفين متعلّقين بسماعة الهاتف أو يقولون للمواطن: "راجعنا غدا" من دون وجه حق؛ لتعطيل معاملته التي جاء من أجلها كبعض الدوائر الحكومية الأخرى، بل وجدناهم على قدر المسئولية الملقاة على كاهلهم، وعلى عزم إتمام العمل وإصرار على إنجازه في الوقت المناسب.
والحقيقة ليس كل من توظّف في الإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة قد طمح إلى شغل منصب فيها، ولكن الإبداع في العمل والتفاني في إنهاء معاملات الناس ميّزا هؤلاء الموظفين ووضعهم في إطار توقير واحترام من قِبل المواطنين!
ولو رصد كل وزير موازنة لتطوير موظّفيه وتأهيلهم لفن التعامل مع الآخرين فسيجد المردود الإيجابي خلال فترة قصيرة جدا، فما بالك بموظفين فطروا من الأساس على التعامل الصحيح والبنّاء مع المواطنين، بالتأكيد سنجد أن المردود محفّز جدا ويساعد على تقوية حلقة الوصل التي باتت معدومة بين الشعب والحكومة.
نتمنى من الإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة المزيد من التقدم والإبداع، كما نشكر كل موظف ترك الشاي وترك الحديث "الفاضي" في الهاتف النقال واتجه إلى تخليص معاملات الناس، وخصوصا مع تكاثر التفجّر السكاني في البحرين وازدياده.
ونرجو من وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة - الذي فتح أبوابه للناس وهمومهم - الإسراع ببناء فروع ومقرّات جديدة لهذا الجهاز الكبير؛ حتى يتسنى للقائمين عليه بذل المزيد من العطاء للمواطنين
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2102 - السبت 07 يونيو 2008م الموافق 02 جمادى الآخرة 1429هـ