ليس معروفا لماذا ازدادت أسراب الغربان، فهناك شكاوى من تكاثر الغربان في الحد والدراز ومناطق أخرى، بعضها جديدة مثل أمواج، إذ إن الغراب يبحث عن أي مكان توجد فيه أشجار عالية، وقريب من السواحل، ومياه برك السباحة... البعض يقول إن الغربان ربما تأتي من الهند والباكستان من خلال السفن والمراكب، وثم تنطلق الى سواحلنا بحثا عن اللحم والطيور.

الغراب طائر ذكي ويعرف كيف يحذر الذين سيطلقون عليه لقتله، كما انه يختار الأماكن التي يذهب إليها، والبيئيون البحرينيون حذروا من أن تكاثر هذه الغربان سيؤدي إلى فقدان التوازن، وخصوصا أنها أصبحت سببا في انقراض بعض الطيور، كونها تتغذى على الطيور الصغيرة كالبلابل والحمام.

ثم ان خطر هذه الغربان يزداد عندما يتم تسجيل شكاوى من بنات في مدرسة في الحد تعرضن لهجوم سرب من الغربان، أو مجموعة من الأولاد في الدراز يفاجأون بسرب يهاجمهم؛ ما يعني أن الأمر يتعدى انقراض الطيور الصغيرة الى مهاجمة البشر.

ولأن البحرين تشيد حاليا عدة مناطق استثمارية مملوءة بالأشجار والمياه، فإنها ستستقطب المستثمرين والغربان أيضا، ما لم تكن هناك خطة للقضاء على هذه الأسراب المضرة بالبيئة وبالصحة العامة. والبحرين ليست وحدها التي تتعرض لهجوم من طيور مضرة أو جرذان، فقد تعرضت جزيرة صغيرة في اسكتلندا لغزو من الجرذان الذي هدد حياتها البحرية، وتطلّب الأمر صرف نحو مليون دولار والاستعانة بخبراء من نيوزيلندا لوضع أكثر من 4200 فخ لكي يتمكنوا من القضاء على جميع الجرذان في 2006، وانتظروا سنتين، حتى الأسبوع الماضي، للإعلان أن الجرذان الخطيرة انقرضت فعلا بعد تلك الحملة، وأن الحياة الفطرية والبحرية والبيئية بدأت تعود لسابق عهدها.

البيئيون البحرينيون حذروا من تكاثر الغربان وخصوصا أن هذا النوع من الطيور يتكاثر بشكل كبير، مبيّنين أنه ليس طائرا مفيدا من الناحية الجمالية، وطالبوا الجهات المعنية وإدارة البيئة والحياة الفطرية بالحد من تكاثر هذا الطائر، مشيرين إلى أنهم لا يُطالبون بإبادته، وإنما بالسيطرة عليه