العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ

رسالة عيد الميلاد إلى بيت لحم

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

العزيزة بيت لحم.

كما تعلمين، نحن في معهد الطنطور المسكوني جيرانكم إلى الشمال، داخل الخط الأخضر على الطرف الفلسطيني، ولكن «إسرائيل» تطالب المنطقة كجزء من بلدية مدينة القدس. لذا فنحن نعاني من علاقة غامضة حيادية، ولكن ليس لا مبالية معكم، جيراننا إلى الجنوب. أنتم تعلمون كذلك أننا شاكرون لأن العديد منكم يعملون لدينا، من بيت لحم وبيت جالا المجاورة، من المسيحيين والمسلمين. نحن نسعى لأن نكون مكانا يرحب بالجميع يهودا أكانوا أو مسلمين أو مسيحيين. نضم أصواتنا معا تجاوبا مع دعوة مجلس الكنائس العالمي إلى أناس من جميع أنحاء العالم لإيصال رسائل وصلوات السلام إليكم، سكان مدينة مولد السيد المسيح.

في بلدي، الولايات المتحدة، يتبع العديد من المسيحيين عادة إعداد قائمة من الهدايا التي يأملون أن يقوم سانتا كلوز بإيصالها ليلة عيد الميلاد للاحتفال بمولد السيد المسيح. وبينما أستذكر هذه العادة وأفكر بكم يا جيراننا إلى الجنوب، والكثير منكم من المسيحيين، أقدم القائمة التالية من الأشياء التي أتمناها بعمق لكم ولنا.

أصلّي:

1. لكم أنتم الذين تعيشون في الضفة الغربية وتعملون في «إسرائيل». أصلي أن ينعم الله عليكم بعبور سلس عبر نقاط التفتيش، وأن ييّسر لكم الحصول على البطاقات الممغنطة وتصاريح العمل، وتمديد هذه التصاريح من ثلاثة شهور إلى سنة كاملة.

2. لعدد من التحركات المباركة على نقاط التفتيش عندما تدركون أنتم أيها العمال الفلسطينيون والجنود الإسرائيليون، وتكرّمون إنسانية بعضكم البعض، التي تظهر في تلك اللحظات غير المفروضة والتي تنعم بالسكون، عندما تثير ومضة من الإدراك الإنساني من إنسان إلى آخر ابتسامة غير متوقعة على وجه الشخص الآخر.

3. أن يذوب العداء والخوف، اللذان أثارا بناء الجدار إلى الجانب الشمالي منكم، في بدايات التعاون من أجل السلام والازدهار على الجانبين.

4. أن يستمر الازدهار السياحي في مدينتكم، والمهدد من قبل الهبوط الاقتصادي في كل أنحاء العالم، في أن يعود بالفائدة على الجميع.

5. أن تتعمّق العلاقات الجيدة نسبيا بين أجزاء عديدة من الأسرة المسيحية وبين المسيحيين والمسلمين في بيت لحم وتجد تعابير جديدة تثير الدهشة.

6. أن تصبح الكثير من مبادرات التسوية التي تجد بيتا لها في بيت لحم، والتي بادر ببعضها مسلمون وبأخرى مسيحيون، معروفة أكثر وذات فاعلية أكبر في الضفة الغربية وفي «إسرائيل»، وبالتأكيد في العالم، حتى تصبح سمعة بيت لحم كمدينة سلام ليس فقط مجرد ذكرى وإنما كذلك في الحاضر، نجمة تقود الآخرين نحو السلام.

7. لسمعتكم التي تستحقونها عن جدارة وأعمالكم الفنية البارزة، خشب الزيتون الذي يتم حفره بدقة ومهارة، وأعمال الصدف الثمينة والتطريز الفلسطيني، فتستمر بإضفاء الإنسانية على وضعكم بالغ الصعوبة، وأن تسحر هؤلاء الذين يشترونها شخصيا وعبر الإنترنت.

8. للفرص لكم وللإسرائيليين لتجتمعوا معا كبشر، بل وبدقة أكثر، كأخوة وأخوات، حتى يتسنى لكم قول الحقيقة لبعضكم بعضا، لكي تعرفوا بعضكم بعضا كبشر، وتعدّوا السبل للسلام، آملا أن تتسع آذانكم لتصغوا برحمة، وأن تكون ألسنتكم نقية طاهرة لتقولوا الحقيقة.

9. أخيرا، أصلّي أن يكون عيد الميلاد هذا اللحظة الصحيحة لبناء زعماء ذوي رؤية وشجاعة وبصيرة لإلهام سكان بيت لحم والقرى المحيطة بها لتتعاون بإبداع بين بعضها، مع شركائها في المواطنة في الضفة الغربية وغزة ومع جيرانها الإسرائيليين.

أصلّي لهذه الأمور لكم، وهذه هي الأمور التي أتمناها لكم. لحسن الحظ أن معظمها هدايا يمكنكم تقديمها لبعضكم بعضا وللعالم. ليست ببساطة هدايا غير واقعية تسقط من السماء. إنها بركات وجدت بذورا ومكانا في قلوبكم.

هل هذه القائمة واقعية؟ ليس أكثر من إمكانية أن يصبح طفل وُلد في أزقة مدينتكم أميرَ السلام. ولكن لننسَ الواقع. هذه هي لحظة السلام، تماما لأنها وراء الواقعي. إنها قائمة صلوات لهدايا تستحقونها، وهدايا بدونها لن يكون هناك سلام.

* هو الآن في سنته العاشرة كرئيس لمعهد الطنطور المسكوني، والمقال يُنشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً