ارتبط معدن الذهب منذ قديم الأزل بالنساء لعشقهن ارتداء الحلي والمجوهرات وخصوصا الذهب الذي يستخدم كأحد أنواع الحلي والزينة ولا تقل قيمته مهما مر عليه الزمن وعلى رغم ارتفاع أسعاره عالميا تظل النساء والبنات ترتدينه إما لحبهن الشديد للمعدن أو الرغبة في التباهي به.
وأكثر الأشكال التي حبها النساء من الذهب هي الخواتم التي تتقلدها في أصابعها وهو معلم أنثوي لدى المرأة وتصر النساء على اقتناء أنواع معينة من الخواتم التي تكشف عن شعورها بعدم الأمان وحاجتها إلى الحماية أو للرغبة في جذب اهتمام الآخرين.
وعرف ذلك المعدن منذ القدم للدلالة على الثراء وقد طرقه المصريون وحولوه لصفائح رقيقة كما قام علم كامل في القرون الوسطى لتصنيع الذهب وفي الوقت الجاري نجح بعض العلماء في استخراج الذهب من ماء البحر.
ويوجد للذهب أكثر من لون فهناك الذهب الأصفر وهو الذهب الخالص وتنتج عيارات للذهب صفراء اللون عن طريق خلطة مع نسب من النحاس والفضة والزنك في بعض الأحيان ويميل اللون للشحوب كلما تم إنقاص العيار، وهناك الذهب الأبيض وهو ذهب يتم مزجه بالبلاديوم وذلك لكي يكتسب اللون الأبيض وكان بديلا للبلاتين خلال العشرينات من القرن الماضي، ويمكن تحديد عيار الذهب عبر معرفة الدمغات التي يختم بها وذلك لتبين نقاءه فيها والمكان الذي تم فيه التحليل.
وتعد جنوب إفريقيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والصين هي البلدان الرئيسية لإنتاج الذهب، وقد اعتادت الأسر العربية على الاستعانة بالذهب لعمل توازن في موازنتها في السراء والضراء عن طريق اقتنائه وهي عادات موروثة حتى اليوم لصحتها وفائدتها.
ومعظم السيدات العاملات يفعلن أي شيء لكي يشترين الذهب وفي بعض الأحيان يقمن بالاستلاف من جهة العمل وفور تسلم المبلغ يذهبن للصائغ لشرائه فقد أصبح الشغل الشاغل لمعظم الفتيات والسيدات شراء الذهب وادخاره.
وبالنسبة إلى الرجال فالبعض منهم يصر على شراء الذهب في المناسبات ليهادوا به زوجاتهم وأسرتهم حتى لو ارتفعت أسعاره فهذه أصبحت عادة لا يمكن التخلي عنها، وكانت أول مرة يستخدم فيها الذهب سنة أربعة آلاف قبل الميلاد في وسط وشرق أوروبا.
واشتهر المصريون سنة ثلاثة آلاف قبل الميلاد بفن طرق وصناعة الذهب وتحويله إلى صفائح ذهبية وقاموا بمزجه مع معادن أخرى للحصول على درجات صلبة مختلفة وألوان متعددة واكتشفوا طريقة صب الذهب وكانوا أول من دفنوا الذهب في قبور الملوك حيث دفنوه عام ألفين وخمسمئة في قبر أول ملوك الفراعنة الملك خوفو وبعدها دفن الملك توت عنخ آمون في قبر مطلي بالذهب وداخل قناع ذهب جميل.
ويتميز الذهب بخصائص كيميائية جعلت منه معدنا قيما إذ إنه معدن قابل لإعادة التصنيع كما أنه لا يتأثر بالماء والهواء ويلائم جميع المناخات الطبيعية والصناعية ولا يتعرض للصدأ لعدم تفاعله مع الأوكسجين كما أنه عاكس للحرارة إذ إن النقي منه يعكس 99 في المئة من الأشعة الواقعة عليه.
العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ