أكّدت الفنانة السورية «أناهيد فيّاض» -التي أدّت صوت «لميس» في الدوبلاج العربي للمسلسل التركي الشهير «سنوات الضياع» - أنها أحبت «عفوية» وإنسانية «لميس» في العمل الدرامي، مراهنة على نجاح الجزء الثالث من مسلسل «باب الحارة»، التي تجسّد فيه شخصية «دلال» بنت «أبوعصام»، كاشفة عن أنّ دورها سيشهد تطورا مهما حيث ستتزوج وتصير أمّا.
وفي حوار مع أحد المواقع الإلكترونية الفنية، قالت أناهيد عن دور «لميس» في مسلسل سنوات الضياع الذي تعرضه قناة mbc «هي فتاة شفافة أحبّها الناس كما أحببتها أنا، لكنها لا تشبهني في شيء، ولا يجمع بيننا إلاّ الحب والتعلّق بالشريك فقط».
وعن مدى نجاحها في تقديم دور لميس، قالت أناهيد: «أعتقد أنّ نجاح الدور وتقبل الناس له هو الذي سيتحدث عن نفسه، مع أنني في البداية لم أكن راغبة بعمل الدوبلاج وأفضل العمل التلفزيوني عليه، ولكن نجاح التجارب الأخيرة للدبلجة في سورية شدت الكثير من الفنانين للعمل فيها؛ لأنّها باتت مصدر شهرة للكثيرين».
ورأت الفنانة السورية الشابة أنّ بساطة الأعمال المدبلجة وقربها من الناس أهم عوامل نجاحها، لاسيما أنها تحمل جرعات حب عالية، كما أنها تتحدث عن الفروق بين الطبقات الاجتماعية.
وأشارتْ إلى أنه عندما تحدّثت الفنانة التركية «توبا بويوكوستن» - التي جسّدت دور «لميس» - عنها، وقالت: «أشكر الفتاة السورية التي أدّت الدور بالعربية، تمنيتُ أنْ أتعرف إليها؛ لأنني أحببتها من قبل أن أعرفها».
وعما جذبها في شخصية «لميس»، قالت أناهيد فيّاض «أحببت عفويتها لدرجة كبيرة، فهي إنسانة جميلة، عندما كنت أجلس أثناء الدبلجة كنت أحيانا أعجز عن استحضار التعبيرات التي تتناسب مع كلامها وعفويتها، وكثيرا ما تدخلت لتغيير بعض العبارات التي وجدت أنها تتناسب مع حركات وكلام لميس».
وأضافت أنّ «متابعتي الدقيقة لطبيعة أداء الفنانات التركيات ساهم في فهمي لعملهنّ، وتقديم أفضل ما لديّ في هذا المجال،. في البدايات كنا نخطئ، ولكننا مع الوقت استفدنا من تجاربنا وتجاوزنا أخطاءنا السابقة».
ورأت أنّ أداء الفنانين السوريين للأدوار المدبلجة باللهجة السورية، بالإضافة إلى حرفية الفنان التركي ساهما معا في نجاح الأعمال التركية، مؤكّدة أنها استقطبت المشاهد العربي، وربما أجبرت الكثيرين على مشاهدتها على حساب الأعمال العربية.
دلال في «باب الحارة»
وعن شخصية «دلال» في مسلسل «باب الحارة»، أكّدت الفنانة أناهيد فياض أنها ستشارك في الجزء الثالث من المسلسل، وأنها ستكمل فيه مسيرة شخصية «دلال»... تلك الفتاة الطيبة والودودة، التي أحبّها الناس في الجزء الثاني.
واستبعدت أن يؤثر غياب والدها «أبو عصام» الذي جسد دوره الفنان عباس النوري، وشقيقتها «جميلة» التي جسدت شخصيتها الفنانة «تاج حيدر» على قوة الجزء الثالث من المسلسل، وقالت «إن مخرج العمل يتمتع بذكاء يمكِّنه الاستفادة من مجريات العمل بشكل لافت، من دون أن يؤثر غياب البعض على قوة العمل».
ووعدت «أناهيد» المشاهد العربي بجزء جديد مليء بالحوادث الاجتماعية والإنسانية الشيقة.
وكشفت عن أنّ دورها سيشهد تطورا كبيرا في الجزء الثالث؛ إذ ستصبح زوجة وأما، وأنّ العمل سيدخل في تفاصيل وأحداث جديدة حبكت من قبل الكاتب والمخرج بشكل جيد.
وعن مشاركتها في مسلسل «بيت جدي» - وهو عمل قريب في بيئته الاجتماعية من «باب الحارة»- قالت أناهيد «دوري في المسلسل مختلف تماما عن دوري في «باب الحارة»؛ حيث أجسد شخصية فتاة عانس طيبة القلب ولديها مشكلة مع الزواج في مجتمع لا يسمح للفتاة في تلك الفترة بألا تتزوج».
وأشارت إلى مخاوفها من أنْ يؤثر دورها في المسلسل على شخصية «دلال» في «باب الحارة» وأن يخلط المشاهد بينهما، خصوصا أن شقيقها في العمل الجديد هو الفنان «وائل شرف»، الذي جسد شخصية معتز في «باب الحارة».
وعن شخصية «حسنة» في المسلسل البدوي «صراع على الرمال» مع المخرج حاتم علي، قالت أناهيد فيّاض «هذه تجربتي الأولى في هذا السياق، وقد أديت الدور بشكل جيّد، بعدما أتقنت البدوية على رغم صعوبتها».
وأضافت أنّ «حسنة فتاة بدوية بنت أحد الشيوخ، لا تعيش قصة حب كغيرها من بنات البادية اللواتي في سنها؛ حيث تتعرض للخطف».
سنوات الضياع
كانت أناهيد قد قالت في وقت سابق إن تجربة الدوبلاج في «سنوات الضياع» ليست الأولى، فقد سبق وقامت بالتجربة لأول مرة في عمل «إكليل الورد» وأدت صوت الممثلة التركية ذاتها.
واعتبرت أن اللهجة السورية كانت أحد أهم الأسباب في نشر مسلسل «سنوات الضياع» في العالم العربي بسبب أن الدراما السورية أخذت مكانها عربيا وأحبتها الناس وتعودوا عليها، مضيفة «حتى نحن كممثلين أسهل علينا أن نؤدي باللهجة المحلية أكثر من الفصحى».
ولم تعتبر فياض أن «حقها مهضوم» في عمل كهذا؛ حيث قالت «إنّ العمل الوحيد الذي استطاع أن ينسي العالم «دلال في باب الحارة هو «لميس» في سنوات الضياع، لذلك لم يهضم حقي بل على العكس من الممكن أنه أدى إلى انتشاري أكثر».
يُذكر أن مسلسل «سنوات الضياع» يروي قصة الشاب «يحيى» وحبيبته «رفيف» اللذين ينتميان إلى الطبقة الفقيرة، ويحلمان بالزواج إلا أن صعوبات الحياة تحول من دون ذلك، وبعد ذلك يحاول يحيى منع انجذاب خطيبته رفيف نحو ثراء رب عملها «عمر» في مصنع النسيج، لكن الأمر ينتهي به إلى دخول السجن في أثناء محاولة منعها من الانجذاب لحياة الثراء التي أظهرها عمر لها ليغريها.
وفي السجن، تبدأ علاقة تعارف وصداقة متينة بين يحيى وأحد زعماء المافيا بعدما قام يحيى بإنقاذه، وينتج عنها قيام رجل العصابة بمكافأة صديقه الوفي يحيى بمنحه منصبا مرموقا في شركته العملاقة بعد خروجه من السجن.
وحينها تبدأ قصة حب أخرى بين يحيى ولميس شقيقة عُمر؛ لتبقى عوالم الأبطال العربية متداخلة؛ حيث نرى كيف ينقلب الحب إلى كراهية والكراهية إلى حب، وكيف يصبح الأثرياء فقراء والفقراء أثرياء خلال 80 حلقة.
أناهيد فياض، فنانة سورية المولد، فلسطينية الأصل، برزت بشكل كبير في مسلسل «باب الحارة»؛ حيث قدمت دور «دلال» بنت أبو عصام، كما أنها من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية، وتنتمي إلى الجيل الفني الجديد. وسبق لأناهيد أن قدّمت دورا مميزا في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، كما شاركت في مسلسلات «الحور العين» و»أشواك ناعمة» و»عصي الدمع» و»أنا وأربع بنات».
العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ