تحتفل شعوب العالم كل عام بتاريخ 5 يونيو/ حزيران بيوم البيئة العالمي بتنظيم ورعاية من قبل هيئة الأمم المتحدة. تاريخيا، قامت الجمعية العمومية لهذه المنظمة الدولية العام 1972 بالموافقة رسميا على تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP وتنظيم يوم للبيئة في مدينة عالمية سنويا. الهدف من ديمومة هذا الاحتفال ترويج وتنشيط الاطلاع على المسائل البيئية المعاصرة للرأي العام العالمي؛ للعمل نحو حماية البيئة وخلق سلوكيات صحية للحياة، فمعظم المشاكل البيئية سواء المحلية أو الكونية لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، ويتم في هذا الاجتماع مناقشة وتحليل المسببات للوصول إلى مجموعة من الحلول التصحيحية.
في هذا العام استضافت العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون هذا الحدث العالمي، وكان شعار المناسبة «ثاني أكسيد الكربون إكسر العادة... نحو اقتصاد أقل اعتمادا على الكربون». وقد تم اختيار العاصمة الأوقيانية لتنظيم هذه المناسبة المهمة؛ لكونها من واحدة من 4 حكومات فقط (كوستاريكا، آيسلندا، النرويج، نيوزيلندا) تعهدت بتحقيق انتقال سلس إلى اقتصاد قائم على عملية موازنة لانبعاثات غاز الكربون (carbon neutral). بالمناسبة، تم اختيار هذه الكلمة من قبل قاموس أكسفورد الأميركي الجديد كمصطلح العام في سنة 2006، وتم تمحيص شعار المناسبة بعناية؛ لأن حماية المناخ كهدف نبيل يتطلب جزئيا تغيير السلوك على المستوى الشخصي وعلى مستوى القوانين الحكومية. يركز بقية هذا المقال على ذكر بعض المختارات من التدابير التي تم توصيتها بواسطة حسابات خبراء المناخ التي قد تساهم في الجهود العالمية لمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
بالنسبة للأنشطة المنزلية فبالإمكان إغلاق معظم الأجهزة الكهربية قبل الذهاب للنوم، فمن المفضل مثلا عدم استخدام الغسالة الكهربية في أوقات الذروة الكهربية، وإحلال المصابيح الكهربية العادية بالمصابيح ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، وإغلاق الكمبيوتر والطابعة ومعظم الأجهزة الكهربية عند عدم الاستخدام، وأخيرا القيام بعملية إحلال للأجهزة الكهربية القديمة وبالتالي استخدام الأجهزة الكهربية الأكثر حداثة وذات الكفاءة العالية.
بالنسبة للجانب الحركي، فيفضل القيام بعملية الهرولة في الهواء الطلق لمدة 45 دقيقة بديلا لأجهزة السير الكهربية في النادي الصحي أو البيت، وهذا الإجراء سيوفر تقريبا كيلوغرام واحد من انبعاثات الكربون، شراء سيارة ذات انبعاث منخفض للكربون (من الممكن سؤال معظم وكلاء السيارات الجديدة عن كمية انبعاثات الكربون وبالتالي مقارنة الكمية لعدة نماذج)، شراء سيارة مستعملة خفيفة وصغيرة وليست بالقديمة، محاولة خفض المشاوير غير الضرورية بواسطة السيارة والقيام بالمشي أو استخدام الدراجة للمسافات القصيرة، استخدام المواصلات العامة، القيام بخفض استخدام الرحلات الجوية في سفريات العمل والاستعاضة عنها بالتقنية الحديثة.
بالنسبة للجانب التعليمي، فالمدرسة والبيت يجب أن يتعاونا للقيام بتربية الأجيال على الاقتصاد في استخدام الطاقة والموارد عن طريق البرامج التوعوية والتثقيفية. حسب المشاهدات العلمية في القارات القطبية والغابات الاستوائية هناك دلائل على حدوث تغير سريع للنظام البيئي؛ لهذا هناك حاجة ملحة لكسر بعض العادات غير المسئولة من قبل الأفراد والحكومات، وبالتالي مباشرة خطة عمل تهدف إلى خفض الضرر بالمناخ.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ