العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ

البحث عن «آينشتاين المستقبل» في إفريقيا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في منتصف الشهر الماضي زار عالم الفيزياء الكبير البروفيسور ستيفن هوكينغ جنوب إفريقيا والتقى بالرئيس السابق نيلسون مانديلا، وذلك على هامش مشاركته في ورشة عمل عن «علم الكون الجديد» في المعهد الوطني للفيزياء النظرية بجنوب إفريقيا. الجولة التي قام بها هوكينغ (وهو أكبر عالم فيزياء في بريطانيا وهو أيضا شخص مقعد يتحدّث من خلال كمبيوتر يلتقط عضلات جسمه) تأتي ضمن خطوات لإطلاق «مبادرة اينشتاين المستقبل»، وهي مبادرة إفريقية يقودها علماء أفارقة تؤمن بأنّ مشكلات إفريقيا لن يحلها إلاّ الأفارقة، وأن الأفارقة يمكنهم حل مشكلاتهم إذا تفوّقوا في الرياضيات والعلوم، وأنّ تركيزالجهود بهذا الاتجاه يمكن أنْ يمهد الطريق لولادة شخص إفريقي يكون «آينشتاين المستقبل». وتهدف مبادرة «اينشتاين المستقبل» إلى إنشاء عدّة مراكز في جميع أنحاء إفريقيا، والمركز الثاني بعد جنوب إفريقيا سيفتتح فى أبوجا (نيجيريا) في يوليو/ تموز المقبل، وبعد ذلك في غانا، وأوغندا، ومدغشقر، واثيوبيا، وبوتسوانا، ورواندا، والسودان.

المعروف أن عالم الفيزياء إسحاق نيوتن أحدث نقلة نوعية من خلال اكتشافاته في منتصف القرن السابع عشر، وثم جاء بعد ذلك البرت آينشتاين؛ ليحدث نقلة نوعية أخرى في العلوم مطلع ومنتصف القرن العشرين. ولذا فإنّ مبادرة «آينشتاين المستقبل» وضعت هدفا طموحا، وهو إيجاد البيئة لولادة شخص بحجم آينشتاين؛ لينقل العلوم البشرية إلى مستويات عليا في المستقبل، ويعتقدون أنّ الهدف الطموح سيساعد على خلق كفاءات إفريقية متطوّرة جدا في الرياضيات والعلوم وهو ما يساعد على خلق الأمن والتنمية في القارة التي عانت كثيرا من الظلم خلال القرون الماضية.

المبادرة جادة، وبسبب جديتها استطاعت أن تجتذب أحد أكبر علماء الفيزياء (إن لم يكن أكبر العلماء المعاصرينَ في مجاله) لزيارة جنوب إفريقيا والالتقاء بنيلسون مانديلا لمباركة الجهود المبذولة لاكتشاف ورعاية المواهب الإفريقية في الرياضيات والعلوم... وهي المبادرة التي تبنت 160 من العلماء الشباب من 30 بلدا إفريقيا، ولديها حاليا 53 طالبا متفوقا ، بينهم 20 فتاة ضمن برنامج المبادرة.

هوكينغ بدا متحمّسا للفكرة، وقال في أثناء لقائه بمانديلا: «»يسرّني جدا أن اجتمع بك، وأنني معجب كيف تمكنتَ من إيجاد حل سلمي للوضع في جنوب إفريقيا وهو وضع كان محكوما عليه بالكارثة، وما أنجزته يُعتبر واحدا من أعظم إنجازات القرن العشرين، وأتمنى لو يتمكّن الإسرائيليون والفلسطينيون من فعل الشيء نفسه».

ربما علينا أن نعتبر من إفريقيا، التي قد تخرج من أزماتها الخانقة وتخلق بالفعل معجزة علمية (بعد أن أعطتنا معجزة سياسية على يد مانديلا)... هذا في الوقت الذي تتراجع فيه بلداننا الثرية بالنفط نحو «صناعة الأحقاد والتمييز والموت» التي تهدر الثروات وتقتل الطاقات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً