مثلي مثل كل المواطنين البحرينيين مللنا انقطاعات الكهرباء والماء، بل طفشنا وطفرنا من هذا التخلف المزعج الذي أرجعنا الى أيام الشموع والفناره، ولاعت جبدنا من تصريحات كبار المسئولين المكررة إللي زادها السنة طرف جديد وهو المقاولين! فسنة تراهم يلوموننا نحن المستهلكين «المُبذرين»، وسنة ثانية يلومون البنية التحتية وكأن إحنه إللي واجب علينه تبديلها وعدم الاكتفاء بترقيعها وتلصيقها، وسنة يلومون الفيران إللي صارت تقرض كابلات محطات توزيع الكهرباء إللي أكل عليها الدهر من زماااان.
أصلا الانقطاعات يا جماعة الخير لم تبدأ هذا الصيف مبكرا كما يتوهم البعض، وهو الحال في كل عام التي ينطبق عليها «وعادت حليمة الى عادتها القديمة»، بل هي لم تنقطع من العام الماضي الى اليوم، وازدادت سوءا الى أسوأ وأسوأ وأسوأ!
مساكين النواب سووا لهم لجنة البحث عن اسباب الانقطاعات والكهرباء بعد سوّت لها لجنة تبحث عن الاسباب، وظلينا احنه في انقطاعات متواصلة فلا احنه استفدنه من النواب ولا من خبراء الكهرباء.
لربما هو موسم للوزارة السابقة والهيئة الحالية والامبراطورية في المستقبل لتفعيل واستنفار موظفي العلاقات العامة في نبش ملفاتها القديمة لكتابة البيانات والردود على القصف العشوائي من تذمر الناس عليهم من كل حدب وصوب، أو هو الاكتفاء بتبرير الانقطاع بانفجار كابل هنا وعطب محطة هناك، ولا ثمن لبشر سهروا ليلتهم في سياراتهم هاربين من لهيب الحر، ولا احساس برضّع هنا وعجائز ومرضى ربو وغيرهم هناك.
ومن هنا اقترح على هيئة الكهرباء ان تعترف بأن خللا ما يعشعش في اداراتها ليس حلها تغيير وزير وحسب، بل الحل هو ان يواجهوا مشكلتهم الآن ويحلونها ويطلعونه من هالمأزق الممل. ولحين استطاع المسئولين مواجهة الواقع واستجمعوا قواهم في مواجهة مشكلتهم اقترح عليهم ان يوقفوا تبريراتهم وبياناتهم الرسمية التي هي أقبح من ذنب، وبالمرة يسعون لتغيير الاسم الى هيئة «انقطاع» الكهربة والماء، على الاقل هي خطوة في الطريق الصحيح للتصحيح!
العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ