نجح منتخبنا الوطني لكرة القدم من عبور مرحلة الذهاب من تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية في مرحلتها الثالثة بكل نجاح وبعلامة كاملة (9 نقاط) متصدرا بها فرق المجموعة الثانية والتي تضم إلى جانبه منتخبات اليابان (6 نقاط) وعمان (3 نقاط) وتايلند (صفر من النقاط).
الصدارة اكتست واصطبغت باللون الأحمر بعد 3 انتصارات متتالية اثنان منها خارج قواعدنا وأرضنا وبعيدا عن جماهيرنا أمام كل من عمان (1/صفر) وتايلند (3/2)، في حين حقق الأحمر فوزا تاريخيا على المنتخب الياباني (1/صفر) هو الأول في تاريخ لقاءات الفريقين ليكون الفوز الأهم لنا على أبناء الساموراي.
وبعد نجاح منتخبنا الوطني في اجتياز نصف المشوار يتبقى أمامه النصف الآخر والذي لا يقل أهمية عن النصف الأول، بل على العكس تزداد الصعوبة فيه وأمام الأحمر وخصوصا أن المقبل من المباريات يحتاج إلى تركيز ومجهود أكبر وإعداد إداري وفني وبدني مضاعف حتى يحقق الأحمر ما نصبو إليه جميعا وهو الوصول للمرحلة الرابعة والحاسمة من التصفيات المونديالية.
الأحمر ورسالة الأمان
وبلاشك يستحق منتخبنا الوطني الوقوف وحيدا في صدارة فرق مجموعته بعد المستويات الجيدة التي قدمها وخصوصا في مباراتيه أمام عمان واليابان وبغض النظر عن المستوى المتذبذب والمقلق والذي قدمه أمام تايلند في مباراته الأخيرة والتي وضع خلالها الأحمر استراتيجية مخالفة ومغايرة عن مباراتيه الأوليين.
ويعتبر العنوان الأبرز لمنتخبنا الوطني في مباراتيه أمام عمان واليابان هو «الأحمر ورسالة الأمان» فما قدمه منتخبنا أمام عمان جاء بعد فترة نستطيع أن نسميها مرحلة «انعدام وزن» وذلك بعد سقوطه في بطولة كأس أمم اسيا صيف العام الماضي وأيضا ظروف الإعداد والمستويات الضعيفة في مبارياته الاستعدادية قبل هذه المباراة، وجاء أداء الأحمر ليبث رسالة الاطمئنان والأمان ويؤكدها في مباراة اليابان، وفي تلك المباراتين اختفت وبشكل كبير غالبية الأخطاء الفنية منها والفردية من صفوف منتخبنا... ولكن جاءت مباراة تايلند لتعيد للشارع الكروي والرياضي في المملكة بعض مظاهر الخوف والحذر والقلق بعد أداء متذبذب نوعا ما عادت فيها الأخطاء الشائعة والمتكررة والتي لمسناها جيدا في هذه المباراة، وعلى رغم كل المكاسب والتي خرج بها منتخبنا من هذه المباراة إلا أن جماهيرنا الوفية بدأت تضع يدها على قلوبها نتيجة ابتعاد الأمان، وخشية تكرار عودة الأحزان، وإذا نجح الأحمر في عبور هذه المرحلة إلى الرابعة فالمهمة ستكون أصعب بكثير وخصوصا مع وجود منتخبات قوية أو ما يطلقون عليها الفرق الكبيرة.
استعادة الاتزان
وعلى نجوم منتخبنا الوطني أن يضعوا في حساباتهم وأذهانهم جيدا وقبل مباراة العودة مع تايلند يوم غد (السبت) أهمية استعادة توازنهم من أجل إعادة الأمان لجماهيرهم الوفية والتي بالتأكيد ستحضر وبشكل كبير من أجل الوقوف خلفهم وللشد من أزرهم ودفعا لهم لاجتياز عقبة أفيال تايلند، وإذا كنا قلنا وما زلنا نقول أن الأحمر لم يظهر بالشكل الحقيقي وبمستواه الحقيقي في مباراة تايلند وان لاعبي منتخبنا لم يقدموا أفضل ما لديهم في هذه المباراة، فمن المؤكد بل من الأجدى أن تتغير الصورة وتنقلب 180 في المئة يوم غد (السبت)، وسيكون السبب الحقيقي في التغيير وجيها ومهما وهو الاقتراب خطوة كبيرة نحو المرحلة الرابعة أو بمعنى آخر ربما نجد أنفسنا فيها إذا لعبت نتيجة مباراة عمان واليابان لصالحنا، والأمر الآخر هو عودة الثقة للجماهير البحرينية، فعندما تحضر هذه الجماهير بكثافة إلى ملعب استاد البحرين الوطني وتملأ جنباته وهي ترفع الأعلام الحمراء خفاقة فإن ذلك سيدفع اللاعبين لبذل قصارى جهدهم لتحقيق الفوز وعبور عقبة التايلنديين الصعبة في تصفيات كأس العالم وربما يدفعنا الفوز إلى المرحلة الرابعة وبشكل مبكر.
العدد 2100 - الخميس 05 يونيو 2008م الموافق 30 جمادى الأولى 1429هـ