يريد فريق فيراري الايطالي إنهاء «صيامه» عن الفوز في جائزة كندا الكبرى، المرحلة السابعة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1، على حلبة جيل فيلنوف في مونتريال نهاية الأسبوع الجاري. ولم تعرف حظيرة «الحصان الجامح» طعم الفوز على الحلبة الكندية منذ العام 2004 عندما أكمل «الأسطورة» المعتزل الألماني ميكايل شوماخر بطل العالم 7 مرات «هاتريك» بتحقيقه فوزه الثالث على التوالي.

ولا يمكن لفيراري إلا أن يتوقع الأفضل من سائقيه الفنلندي كيمي رايكونن بطل العالم والبرازيلي فيليبي ماسا، لان المطلوب منهما هو إعادة الأمور إلى نصابها بعدما تفوق عليهما سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في المرحلة الماضية على حلبة موناكو.

وانتزع هاميلتون بالتالي صدارة ترتيب بطولة السائقين رافعا رصيده إلى 38 نقطة متقدما بثلاث نقاط على رايكونن الذي ارتكب أخطاء عدة وأنهى السباق في المركز التاسع، لكن فيراري حافظ على صدارة ترتيب الصانعين بفارق 16 نقطة عن بي ام دبليو ساوبر.

ويبدو ماسا مصرا أكثر على الخروج من النفق المظلم في مونتريال إذ وجد الخيبة في مناسبات عدة، كان آخرها العام الماضي عندما رفع العلم الأسود في وجهه لخروجه من مرآب الصيانة من دون إعارته أي اهتمام للضوء الأحمر.

ولم تكن حال رايكونن أفضل وقتذاك إذ حل خامسا تاركا المركز الأول لهاميلتون الذي يمكن اعتبار ان الحلبة تتناسب تماما مع قدراته وسيارته.

وقال ماسا: «استطيع أن أرى أمورا ايجابية ستحدث معنا في هذا السباق، وخصوصا أن السيارة بدت في السباق الأخير بحال جيدة ومنافسة، وهذا ما لم نشهده في موناكو منذ سنوات عدة، لكن الاستراتيجية والظروف الطارئة حرمتنا من تحقيق مبتغانا».

وأضاف: «من هنا، نستطيع التفاؤل حول إمكان قلب الأمور لمصلحتنا في كندا بعكس الأعوام السابقة. أحب هذه الحلبة، وخضت سباقات جيدة هناك في بداية مسيرتي مع ساوبر وخصوصا العام 2005 عندما أنهيت السباق في المركز الرابع.

وفي موازاة فوزه في موناكو الذي اعتبره الأفضل في مسيرته، يدخل هاميلتون السباق الكندي بمعنويات كبيرة جدا يستمدها أيضا من تفاؤله بحلبة جيل فيلنوف إذ سطر فوزه الأول في فورمولا 1، متوجا بالمركز الأول صعوده إلى منصة التتويج في 5 سباقات متتالية.

وأضحى هاميلتون أكثر نضجا منذ العام الماضي ويعرف تماما التعامل مع الضغوط التي جعلته يخسر اللقب في المرحلة الأخيرة العام 2007، والدليل انه يعود إلى مونتريال متربعا على صدارة الترتيب العام للبطولة.

واستنادا إلى الأداء الشيق الذي قدمه في موناكو، يمكن القول أن البريطاني الشاب (23 عاما) سيترك أثرا طيبا في كندا مرة جديدة، وهو قال: «حققت حلم الطفولة بالفوز في موناكو ولن أنسى تلك اللحظة، لكن تركيزي الآن ينصب على سباق حلبة كندا التي تعد واحدة من أفضل الحلبات بالنسبة لي، كما أنها مكان مميز لي لأنني سطرت فوزي الأول على أرضها».

وتابع: «كان انجازا مهما العام الماضي، إذ انطلقت من المركز الأول وفزت بالسباق في نهاية المطاف، لذا من الرائع العودة وتكرار السيناريو عينه، وهذا ما نعمل بجهد على تحقيقه».

وطبعا سيكون الوضع مختلفا بالنسبة إلى هاميلتون ومنافسيه؛ لان البطولة تنتقل من حلبة شوارع (موناكو) إلى حلبة بخطوط متوازية طويلة ومنعطفات ضيقة، ناهيك عن «حائط الأبطال» الذي لم يفلت من «فخه» إلا القليل من سائقي الفئة الأولى على مر التاريخ.

من هنا، يمكن اعتبار أن توقيت دخول سيارة الأمان قد يلعب دورا حاسما في حظوظ كل سائق، وهذا ما أشار إليه رايكونن تحديدا معتبرا أن استراتيجية معينة للتعامل مع أوضاع طارئة مماثلة قد تجلب الفوز.

وقال رايكونن: «لا أتذكر سباقا في كندا لم تدخل فيه سيارة الأمان، وأتوقع هذا الأمر أيضا الأحد. وإذا حدث الأمر فأننا يجب أن ننتبه إلى الإستراتيجية التي يفترض اعتمادها، ففي ظل القوانين المستحدثة يلعب الحظ دورا مهما في تحقيق الفوز، لذا نأمل في حال دخلت سيارة الأمان أن يصب الوضع في مصلحتنا».

أما أكثر السائقين الذين سيدخلون سباق كندا حاملا أسوأ الذكريات فهو سائق بي ام دبليو ساوبر البولندي روبرت كوبيتسا الذي كاد يفقد حياته على الحلبة نفسها العام الماضي.

وتعرض البولندي لحادث خطير جدا العام الماضي وخرج منه سالما لكنه أصيب بارتجاج في الدماغ والتواء في كاحل قدمه اليمنى، وذلك بعدما فقد التحكم بسيارته عقب احتكاك مع سائق تويوتا الايطالي يارنو تروللي فارتطمت بحائط أسمنتي واستدارت أكثر من مرة قبل أن تستقر أمام حائط آخر ولم يحرك السائق ساكنا بعدها حتى تدخلت سيارات الأمان والإسعاف.

ودفع هذا الحادث المنظمين إلى إجراء تعديلات على مكان الحائط الذي اصطدم به كوبيتسا لتفادي حصول حوادث مماثلة، في الوقت الذي قال فيه الأخير صاحب الأداء المميز هذا الموسم ان مشاعره لن تكون استثنائية خلال السباق واعدا بتقديم أفضل ما عنده.