الكثيرون في منطقتنا بل جميع الأحرار في العالم سعدوا للفوز الذي حققه باراك أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض وذلك لأن الشاب الأسود أقرب إلى الشرق من حيث الأصل والتنشئة، كما أن اوباما اعتمد في حملته الانتخابية على أصوات الجماهير، وخصوصا الفقراء وليس كما اعتمد المرشحون الآخرون على اللوبيات الصهيونية وأقطاب الرأسمالية.

لكن فرحة أنصار الخارج تبددت بين ليلة وضحاها فقد جاءت تصريحات مرشح «التغيير» بشأن الشرق الأوسط مغلوطة.

ورغم علمنا أن البيت الأبيض لن يظفر بدخوله إلا من يؤمن بحتمية بقاء «إسرائيل» والحفاظ على المصالح الأميركية بأي ثمن لكن اوباما تجاوز كل الخطوط الحمر فأصبح صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم. تلك الحدود الحمر لم تكن تعهداته بضرورة إزالة التهديد الإيراني ولا المضي قدما في الحرب على الإرهاب ولكن التزامه بأن تبقى القدس عاصمة موحدة لـ «إسرائيل»!. هذا التعهد ينم عن «غشامة» في السياسة الخارجية. ألم يعلم المرشح الكيني الأصل أن القدس الشرقية احتلت العام 1967 أي بعد ولادته بست سنوات وأنها اليوم إحدى نقاط مفاوضات الحل النهائي وحتى الإسرائيليون باتوا غير متمسكين بقدس موحدة لهم. كان الأجدر بأوباما أن يركز على جهود توحيد صفوف الحزب الذي مزقته الحملة الانتخابية الطويلة والشرسة، ومن ثم يتوخى العدل في قضايا الشرق الأوسط وإلا سيذهب شعاره بـ «التغيير» إلى مزبلة التاريخ.