عرضت الخلافات السياسية القمة التي تنظمها الأمم المتحدة في روما لبحث أزمة الغذاء العالمية لمخاطر الانتهاء أمس (الخميس) دون إصدار إعلان قوي بشأن كيفية منع سقوط ملايين البشر في براثن الجوع.
وقال الرئيس الغاني جون كوفور في كلمة ألقاها مساعد له «أزمة الغذاء التي يواجهها العالم اليوم خطيرة للغاية لدرجة أنها ستكون كارثة على بقاء البشرية إذا واجهت النتائج التي يتم التوصل إليها المصير نفسه في هذه القمة التاريخية».
وتجاوز وفود 151 دولة بمحادثات روما التي بدأت بكلمات ألقاها 44 زعيما (الثلثاء) الماضي مهلة نهائية أمس الأول (الأربعاء) للاتفاق على بيان نهائي بشأن «القضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع».
وقال مسئول بالأمم المتحدة مع بدء اليوم الأخير من القمة «سيبحثون مسودة جديدة... يمكنهم الموافقة عليها أو محاولة تعديلها أو رفضها في أسوأ الأحوال».
ولم تكن قضية الوقود الحيوي الذي يقول نشطاء في مجال مكافحة الجوع إنه يحول الغذاء من أفواه الناس إلى خزانات الوقود ما يعرض المحادثات للخطر وإنما الخلاف بين خصوم ومؤيدي كوبا بشأن ذكر العقوبات الأميركية ضد الدولة الشيوعية فضلا عن قضايا هامشية أخرى.
ودعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى عقد القمة لمناقشة تأمين إمدادات الغذاء في مواجهة تزايد الطلب لاسيما من الدول الآسيوية سريعة النمو وضعف المحاصيل وارتفاع كلفة الوقود.
وساهمت تلك العوامل في مضاعفة أسعار السلع خلال العامين الماضيين وهو ما يقول البنك الدولي إنه جعل 100 مليون شخص يواجهون خطر الانضمام إلى 850 مليونا آخرين يعانون من الجوع بالفعل.
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجع أسعار الرز والذرة والقمح من مستوياتها القياسية ولكنها ستظل في العقد المقبل أعلى بنسبة 50 في المئة.
وقالت «فاو» انه يتعين زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 50 في المئة بحلول العام 2050 لتلبية الطلب.
ويشكك البعض في جدوى القمة. وقال الرئيس السنغالي عبدالله واد الذي يشكك في المحاولات الدولية لحل أزمة الجوع والذي وجه انتقادات للفاو إن «القمة مضيعة للوقت».
وابلغ واد رويترز «هناك ارتفاع عنيف في أسعار (الغذاء) وجرى إبلاغنا بأن هناك تهديدا يحيق بالعالم. ودعي جميع زعماء الدول للحضور. اعتقدت أن هذا سيكون للرد على سؤال بشأن ما ينبغي عمله... لكن لم يحدث ذلك مطلقا».
وأضاف واد وهو واحد من بين أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة حضروا قمة روما «لقد كان مؤتمرا مثل غيره من المؤتمرات وهذا سبب شعوري بخيبة أمل».
لكن جماعة «أوكسفام» النشطة في مكافحة الجوع ومقرها بريطانيا كانت أكثر تفاؤلا.
وقالت مديرة الجماعة باربارا ستوكينغ: «سيكون من السهل للغاية رفض تلك القمة بوصفها منتدى للحوار. لكنها يمكن أن تكون وسيلة للتقدم تؤدي إلى سياسات أفضل وأموال لتنفيذها».
والأحاديث خلال القمة بشأن المزايا المحتملة للمزارعين الفقراء من قواعد جديدة للتجارة العالمية ستسهم في الدفع باتجاه انجاز جولة مفاوضات الدوحة بمحادثات منظمة التجارة العالمية التي يحتمل أن تبلغ مرحلة حاسمة في الأسابيع المقبلة.
وتعرضت الولايات المتحدة التي تحول كميات متزايدة من محصولها من الذرة إلى وقود لانتقادات من بعض الدول والنشطاء في مكافحة الجوع الذين دعوها إلى إعادة التفكير في سياسات تشجيع إنتاج الوقود من مواد غذائية.
وتقر واشنطن بأن انتشار الوقود الحيوي زاد الطلب على المحاصيل لاسيما الذرة وساهم في ارتفاع أسعار الغذاء ولكنها تقول إن الزيادة هامشية.
العدد 2100 - الخميس 05 يونيو 2008م الموافق 30 جمادى الأولى 1429هـ