«صفراء الشعر... هيفاء القامة... طويلة الرقبة... صغيرة الأنف... كبيرة العينين»، هذا ليس وصفا أو شعرا في إحدى فاتنات هوليوود أو فاتنات العرب، ولكنه وصف «ناقة» فازت قبل أشهر في مسابقة ملكة جمال الإبل أو «مس كاميل»، التي أقيمت في احدى الدول العربية... طبعا أن كنت تجهل اسم هذه الناقة فهي تدعى «إبل»، ومن أهم سماتها جمال الطبع والطاعة وتناسق جسمها مع طولها ولونها.
كم هم غريبون هؤلاء البشر... الناس «ميته» جوع في أماكن كثيرة في العالم وهم يكرمون ويدلعون ويتغزلون في «عزكم الله» حيوانات، بل أنهم يقدمون لها ملايين الدولارات... ترى لماذا؟!، وهل يحتم علينا التراث والمحافظة عليه ذلك البذخ في الاهتمام بتربية الحيوانات؟! أموال طائلة تلك التي يصرفونها ويتبرعون بها لمهرجان «مزايين الأبل»، في حين أن هناك ملايين من الناس بحاجة لهذا المال الذي يصرف في شيء في اعتقادي أنه لا ينفع البشرية في شيء.
من وجهة نظري الشخصية أعتقد انه من الأفضل على القائمين على مثل هذه المهرجانات أن يحكموا العقل ويتجنبوا مثل هذه الأعمال التي تأخذ جزءا ليس بالهين من أوقاتهم وأموالهم وجهودهم، على العكس من ذلكم فلقد آتت مثل هذه المهرجانات بعض أكلها المر، وبتنا نقرأ في الصحف والمجلات أن مثل هذه المهرجانات توقد النعرات القبلية والجاهلية، التي اعتقد أن هذا البلد وأهله يجب أن يكونوا بعيدين عنها كل البعد.
العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ