ذكر تقرير أخباري عن مصادر مطلعة أن الأسير المحرّر نسيم نسر كان بالأساس مبعوثا من قبل حزب الله لترتيب بعض الأمور مع قيادات «إسرائيل»، وأن تحريره كان فبركة للتغطية على التعاون الوثيق بين الجانبين. وأشارت المصادر إلى أن الصندوق الذي ضم أشلاء جنود إسرائيليين ما هو إلا خرائط مفصلة ومعلومات دقيقة عن لبنان استفادها حزب الله من خلال الكاميرات التي نصبها حول المطار ومن قربه من مواقع القرار. ولم تغفل المصادر الإشارة إلى الرابط النسبيّ بين أم نسر اليهودية وكاهن متنفذ في «إسرائيل»، ووالد نسر الشيعي وما يقال عن انتسابه لنصر الله، ذلك آخر ما أتوقع أن تتفتق عنه مخيّلة عقلية موتورة!

المدهش أن حزب الله بدا ذكيا تماما باستثماره وتلاعبه بالإعلام، وبتوزيعه كعكة الانتصار على الفرقاء من حوله، وهو ما يجبرنا على عدم تصديق مثل تلك «التخاريف» بسهولة، وعلى النظر للحزب بتمايز عن بعض التنظيمات الشيعية التي انخرطت بإرادتها/ أو رغما عنها في سجالات وصراعات مع المختلف معها سياسيا/ مذهبيا/ فكريا.

نعم، سيظلّ حزب الله عامل قلق لحكومات عجزت عن تحقيق طموحات شعوبها القوميّة والإسلاميّة، وسيظلّ تحديا/ حلما أمام كل القيادات والفصائل الساعية لاستثمار آليات النجاح لديه، ولو إلى حين.