العدد 2098 - الثلثاء 03 يونيو 2008م الموافق 28 جمادى الأولى 1429هـ

قلة حياء برخص التراب!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

أعجبني كثيرا تعليق أحد القراء على خبر نشرته الصحافة بشأن إلقاء القبض على شاب وشابة متلبسين في وضع مخل بالآداب في سيارة الشاب، وبعد مداولات حكم عليهما بغرامة مالية قدرت بـ 20 دينارا بحرينيا! ولا أدري حقيقة هل أن الاثنين سيدفعان المبلغ نفسه أم أنهما سيتقاسمان الدفع بحيث يدفع كل واحد عشرة دنانير، ولربما ورد في الحكم أن يكون الدفع بالنقد الجديد!

التعليق على الخبر جاء كالآتي: «كل شيء زاد في هذا البلد، إلا قلة الحياء بـ20 دينارا، والله بلاش...!» هنا ينتهي التعليق الذي يفتح معه أبوابا مشرعة من التساؤلات الجمة، فالغلاء – وهو حديث ليس بجديد - طال الأخضر واليابس، لا أدري ولكن يبدو أن الكل يحاول أن يساير الوضع ويحاول جاهدا ألا يغرد خارج السرب، فما المانع من رفع أسعار بعض الخدمات ما دام المواطن يجد نفسه مضطرا إلى الشراء ولا يمكنه أن يصوم طوال الأشهر أو يلجأ إلى أكل التراب مع أني أنصح بعدم التعود على أكل التراب الذي ربما يسد شيئا من الجوع ولكن لا ننسى أن سعر التراب بالكيلو سيصل قريبا إلى نفس سعر السمك!

وبذكر السمك، لعل لدينا تفسير منطقي نوعا ما لارتفاع سعره، بعد أن نفدت مصائد الأسماك ودمرت البيئة البحرية ليجد البحارة أنفسهم مضطرين إلى خوض البحر والبحث عن السمك كمن يبحث عن الإبر في سلة مليئة بالقش، ولكن لا أدري لماذا ارتفع سعر «خيشة العيش» من 12 دينارا إلى 25 دينارا، ولعل تعليق أحد الشياب، وأعتقد بأنه «خرّف» منذ ارتفاع الأسعار بأن سعر الأرز ارتفع لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بسعر برميل النفط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن «يتهنى» الفقير بانخفاض أسعار الأرز فيما يعاني الأغنياء وأصحاب الشركات العملاقة من ارتفاع سعر النفط، هذا لا يجوز لا في الشرع ولا غيره!

ولا أظن أن للبحرينيين حجة اليوم، وخصوصا أن كل واحد منهم من المقرر أنه استلم أو سيستلم معونة الغلاء، وبالحساب الفلكي البحريني، نجد أن من كان يستلم راتبا شهريا بمعدل 600 دينار، عليه أن يقتنع تماما بأن ما يستلمه 300 دينار لا تزيد فلسا، لأن الحياة المعيشية ارتفعت ضعفين من دون أن يتزحزح الدخل، وإذا احتج بعض التجار والمسئولين بالقول ان دول الخليج طالها الغلاء، بل إن البحرين أفضل حالا منها نقول: اتقوا الله، فأولئك يستلمون أضعاف ما يتسلمه البحريني...

كخطة بديلة، أنا شخصيا أتوجه إلى إقناع الوالد والوالدة والزوجة وجميع من في المنزل بضرورة أن ننقي الإيمان، ونتوجه إلى الإيمان وتوقيته بالصوم «شهر وترك» لكن يبدو أن خطتي لم يكتب لها النجاح، لأن فطور أسبوع كلف أكثر من غذاء شهر لأنهم لا يقبلون إلا بصالونة اللحم والهريس المنقى وأشياء أخرى، والله المستعان لأن شهر رمضان يطرق الأبواب.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2098 - الثلثاء 03 يونيو 2008م الموافق 28 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً