مطلع هذا الشهر أحسست بأن غالبية الناس ممن هم حولي، على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، يتكلمون لغة واحدة، فهم جميعا يطرحون سؤالا واحدا، وهو: هل ستستمر علاوة الغلاء للعام 2009 أما لا؟!
فمطلع هذا الشهر التقيت مجموعة من الأصدقاء الذين تعودت رؤيتهم في محل بيع المواد الغذائية في مثل هذا الوقت، ولأنهي حديثنا الطويل، قلت: «يا الله مع السلامة... عاد خلنا نشوفكم في 2009»، فأجابوا: «كل شيء يعتمد على الله وعلى معونة الغلاء، إذا صرفوا الخمسين شفتونا بداية كل شهر في البرادات نمون البيت، وإذا لا ... فعليه المستعان وإليه المشتكى».
مواطن آخر وقف عند الصراف الآلي ينتظر دوره، فحدث صاحبه ممازحا: «هذا التجمع والازدحام لا تراه إلا في يومين في الشهر... عندما يتسلم الناس رواتبهم، وعندما تصرف لهم معونة الغلاء في حساباتهم... أما باقي الشهر فتجد الصراف يصرخ من الوحدة، بل تجد درجة حرارته قد أصبحت تحت الصفر، مقارنة بيوم تسلم الراتب ومعونة الغلاء، فدرجة حرارته قد تفوق المئة، من كثر الطلب عليه».
هذان موقفان حضرتهما، أما الأهم منهما فهذا: تردنا اتصالات كثيرة هذه الأيام مع اقترابنا من نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري الذي يفترض أن يكون الشهر الأخير لتسلم الناس للمعونة، وأسئلتها متعلقة بمعونة الغلاء، فكانت إجابتنا بأن نخبرهم بما ينشر من تصريحات في الصحف عن أن علاوة الغلاء مدرجة ضمن الموازنة الجديدة، ولكن متى ستصرف الله العالم... فكانوا جميعا يردون الرد ذاته: «نحن لا نريد مثل هذه التصريحات والإجابات، نحن نريد أن نعرف هل ستصرف أم لا ومتى؟ نريد تحديد التاريخ»... فمن سيجيبهم بالجواب الشافي ليكون دخول السنة الجديدة عليهم عيدا حقيقيا؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2300 - الإثنين 22 ديسمبر 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1429هـ