العدد 2097 - الإثنين 02 يونيو 2008م الموافق 27 جمادى الأولى 1429هـ

قمة عالمية لمنع الجوع الشديد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

جاء في تصريح (نشرته الفايننشال تايمز) لمدير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة جاك ضيوف أن «على الدول الغنية مضاعفة المعونات التي تقدمها للدول النامية من أجل تطوير الزراعة فيها، وذلك للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي يواجهها العالم حاليا»، مشيرا إلى أن حجم المعونات يجب أن يتضاعف عشر مرات ليصل إلى ثلاثين مليار دولار سنويا لمساعدة الدول النامية على رفع إنتاجها الزراعي، معتبرا أن «الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو زيادة الإنتاج الزراعي، وخاصة في الدول الفقيرة».

منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) دعت إلى قمة تفتتح اليوم (الثلثاء) في العاصمة الإيطالية (روما) وتستمر ثلاثة أيام لمناقشة موضوع الأمن الغذائي، وذلك - بحسب الـ «بي بي سي» - عقب أعمال الشغب التي شهدتها دول عدة بسبب الزيادة المطردة في أسعار المواد الغذائية. وقال مدير المنظمة: «إن هذه الأزمة أثرت على كل دول العالم دون استثناء، إذ لم نرَ أعمال شغب وسقوط قتلى فحسب، بل سقوط حكومة (في هاييتي). ونحن نعلم أن العديد من الديمقراطيات الناشئة قد تسقط نتيجة غضب شعوبها».

حاليا توجد لدينا أزمة غلاء في المواد الغذائية على مستوى العالم، وبشكل لم يتوقعه أحد من قبل، ولكن «المجاعات» لم تبدأ بعد، وأعمال الشغب الغذائي مازالت متفرقة، وليست خارج نطاق سيطرة الحكومات على مدنها الرئيسية.

أسعار المواد الغذائية ازدادت بشكل ملحوظ في العامين الماضيين، وبحسب منظمة «الفاو» فإن الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام شهدت ارتفاع مؤشر أسعار الأغذية بنسبة 53 فى المئة مقارنة بالفترة نفسها في العام 2007، وان الناس في مختلف أنحاء العالم أكلوا أكثر مما ينتجون خلال الأعوام الثمانية الماضية، وان المخزون العالمي من الرز والأغذية الأساسية للمليارات من الناس انخفض بنسبة 10 إلى 15 فى المئة، ومع استمرار هذه الحال فإن العالم ليس بعيدا من الوصول إلى مرحلة نفاد الغذاء وانطلاق المجاعة في أماكن عدة وبشكل متوالٍ، وبالتالي تأتي أهمية القمة العالمية المنعقدة اليوم في روما والتي تجمع زعماء العالم بحثا عن حل للمشكلة.

الغريب في الأمر أن قمة للأمم المتحدة العام 2000 كانت قد حددت أجندة الألفية ووضعت العام 2015 هدفا للقضاء على الجوع الشديد، ولكن المؤشرات تشير إلى أن 2015 قد يكون عام الجوع الشديد... تأتي كل هذه الأرقام المفزعة بعد سبع سنوات من دخول العالم مرحلة ما يسمى بـ «الحرب على الإرهاب»، وهي سنوات عجاف، اتسمت بسياسات خاطئة وجهت الأموال والثروات إلى السلاح والصرف المفتوح من أجل الهيمنة بدلا من التنمية، تماما عكس ما طرحته أجندة الألفية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2097 - الإثنين 02 يونيو 2008م الموافق 27 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً